لماذا أحببت دمياط ..؟ بقلم حسن البنا

فى عيدها القومى نتذكر ما قاله المفكرون ورموز الأمة عن دمياط

و لقد أحب الإمام الشهيد حسن البنا دمياط حتى أنه كتب في صحيفة دمياط، العدد524، السنة الحادية عشر، 27 رجب 1366ه/ 16 يونيو 1947م، ص(5) موضوعاً تحت عنوان :لماذا أحببت دمياط ؟

قال فيه :

“أحببت دمياط منذ زمن بعيد حبا جما حتى قبل أن أسعد بزيارتها وأرها؛ لأنها بلد الدنيا والدين معا، ففيها الفقه لدين الله تبارك وتعالى، وحب العلم والتعلم والإقبال على الجماعات والمساجد، والغيرة على الإسلام والمسلمين. وفيها النشاط التجاري والاهتمام بالإنتاج الاقتصادي، وهو أساس النجاح في هذه العصور، وهو كذلك دعامة الحرية والاستقلال.إذ إننا لن نستقل استقلالا حقيقيا إلا بنهضة صناعية تجعلنا في غنى عن الاحتياج إلى غيرنا إلا فى القليل النادر. ولقد سبقت دمياط فى ذلك سبقا بعيدا فاستحقت التقدير والحب من كل مواطن.


ولقد كان تاريخ هذا البلد الأمين في قديم الزمان وحديثه، شاهد صدق على ما حبا الله أهله من صدق الإيمان، ونعمة التعاون حتى أصبحوا وهم أسرة واحدة يشد بعضها بعض، فلم يجد الأجنبى مجالا للعيش بين ظهرانيهم. وأحب دمياط بعد ذلك؛ لأنها تلقت دعوة الإخوان المسلمين -وهى دعوة الإسلام العلمى الذى ضمن للناس سعادة الدنيا وفوز الآخرة- تلقيا كريما، وناصرتها مناصرة محمودة.

وكان من رجالها، وشبابها وأدبائها وشعرائها العدد الجم، يناصرون الدعوة فى كل مشروعاتها من بر وخير ورياضة ورجولة، واستجابة للنداء، واستعداد للعمل لإعزاز الإسلام وإعلاء كلمة الله، فجزى الله دمياط وأهلها خيرا، ووفق الجميع لما يحب ويرضى.”