كتاب جديد: النظام المصري حوَّل جهود “الإخوان” الإغاثية إلى معارك سياسية!
الأحد – 2 مايو 2021
وثقه مركز” إنسان للدراسات الإعلامية ” في أحدث إصداراته:
الدور الوطني للإخوان المسلمين في مواجهة الأوبئة والكوارث (1928 – 2020م)
حول الدور الإغاثي لجماعة الإخوان المسلمين تاريخيا وجهودهم في مواجهة أزمة “كوفيد 2019″، أصدر مركز” إنسان للدراسات الإعلامية ” كتابا يوثق فيه بعضا من أعمال “الإخوان المسسلمون ” الإغاثية والإنسانية منذ عام 1928م وحتى عام 2020م، وموقف النظام المصري من هذه الأعمال التي حولها في بعض الأحيان إلى معارك سياسية مع الجماعة وخاصة بعد زلزال 1992 وأزمة فيروس كورونا الحالية.
تضمن الكتاب ستة فصول تتناول الدور الخدمي للإخوان وجهودهم الطبية في مكافحة الأوبئة في القطر المصري منذ عشرينيات القرن الماضي وخاصة وباء “الكوليرا” الذي حصد أرواح آلاف المصريين عام 1947م، وما قاموا به من جهود لإغاثة منكوبي زلزال 1992م أدت إلى إحراج النظام الحاكم آنذاك والذي قرر منع جمع التبرعات وعدم تقديم العون إلا من خلال جمعية الهلال الأحمر المصرية التابعة للحكومة المصرية .
ويشير إلى أن العمل الخدمي والتطوعي عند الإخوان بدأ مع نشأة الجماعة، حيث عمل الإخوان من أول يوم على الإصلاح الريفي وأسسوا “جماعة العناية بنهضة القرى المصرية”، واشترك بعض الإخوان في عمل مزرعة تعاونية نموذجية في مدينة فرشوط، بصعيد مصر وتبارت شعب الإخوان في إطعام الفقراء، وفي إنارة القرى، وعمل لجان للزكاة، والعناية بالمصالحة بين المتخاصمين، وتولت بعض الشعب إحصاء الأطفال المشردين والأسر الفقيرة لتشغيل الأطفال وإعالة العجزة الذين لا عائل لهم.
وحول أزمة كوفيد 19 يوضح الكتاب أن الإخوان المسلمين عقدوا في 5 أبريل 2020م، مؤتمرا إعلاميا بتقنية الـ”فيديو كونفرنس” بعنوان “أولويات العمل الوطني في مواجهة جائحة كورونا.. التعاون والمشاركة فريضة”، تحدث فيه نخبة من المتخصصين في المجالات الطبية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، مركزين على وسائل الوقاية والعلاج وأساليب التكافل الاجتماعي والتهيئة النفسية للمصابين بفيروس كورونا أو المخالطين لهم، وكيفية إدارة الجوانب المتعلقة بتغطية احتياجات الأسر ومصروفاتها والتغلب على تأثر دخل بعض الأسر في ظل الجائحة.
وأفرد الكتاب فصلين للتعريف بكيفية إدارة الإخوان للجهود التوعوية الخاصة بأزمة كورونا 2019م، وفعاليات حملة “”شعب واحد.. نقدر” المستمرة حتى اليوم ، مؤكدا أنه باستثناء جماعة “الإخوان المسلمون”، لم تقم جهة أهلية في مصر – إلا نادرا- بدور وقائي أو علاجي للضحايا الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم…فرغم تعمد نظام الانقلاب تغييب أكبر حاضنة شعبية للعمل الخيري، وهي جماعة “الإخوان المسلمون”، بإغلاق جمعياتها ومصادرة أموالها ومنع أفرادها من التواصل مع المجتمع بالاعتقالات والمحاكمات، نجح الإخوان في هذا الاختبار الصعب ونظموا جهودهم – في حدود المستطاع- فأعلنوا عن خطة تنفيذية للمساهمة في مواجهة وباء كورونا، تشمل جوانب عدة، أعلنوها في مؤتمر صحفي بمدينة اسطنبول التركية يوم الأحد 5 أبريل 2020م.
وشكلت الجماعة لجنة متخصصة من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين وغيرهم، لإعداد محتوى علمي منهجي برسائل التوعية الشعبية في كافة المجالات المحيطة بالجائحة، ونشر تعليمات مهنية متعلقة بكيفية مواجهتها، مع إيصال رسائل هذه اللجنة ومنتجاتها للشعب المصري كله.
وفي فصله السادس سجل الكتاب رد فعل السلطة في مصر وانزعاجها من مؤتمر الإخوان المسلمين وحملتهم “شعب واحد نقدر”، حيث ظهر السيسي متحدثا بين أركان سلطته وقيادات جيشه، يوم الثلاثاء 7 أبريل 2020م، قائلا من بين ما قال: “هافكر نفسي وأفكركم، 30 يونيو، مش ممكن أبدا كانت تنجح إلا لما نكون كلنا مع بعض، وعبرناها بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم مرحلة الإرهاب الصعبة، أنا بفكر نفسي وأفكركوا تاني، قد إيه الموضوع ده يعني كان قاسي علينا كلنا، ويمكن مازال يعني، لأن المواجهة مازالت مستمرة …”.
وجاء رد الإخوان عليه من نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، إبراهيم منير، ضمن حوار أجراه معه موقع “عربي 21″، بعنوان “لن تكون هناك أي مصالحة مع السيسي”، يوم الجمعة، 10 أبريل 2020م، فقال: “السيسي هو أصل كل شر، وسبب كل بلاء، وقد نطق – بعد صمت مطبق – بخطاب استئصالي في الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا لكل جهود المصريين على اختلاف أطيافهم… .”.