في زمن الفتنة: أحداث غزة .. حتى لا تضيع الحقائق

رأفت مرة

كتب :رأفت مرة

أحيانا ينخدع الناس بشعارات جذابة مثل: الثورة والتعبير وما إلى ذلك.

هذه الأشياء تؤثر في العقل والسلوك وتدفع إلى انحراف البصر والبصيرة.

وهنا يسقط البعض في فخ تجاهل الأسس والحقائق والوقائع، ويبتعد البعض عن الغوص في عمق الأشياء وتحليلها، وأحيانا لا يذهبون نحو إجراء قراءة معمقة أو ما يقال إنها قراءة استراتيجية.

هذا ما حدث في قطاع غزة قبل أيام قليلة.

لا فرق بين المقاومة والناس..لا فرق بين المقاومة والحرية.. لا فصل بين الإنسان المقاوم والإنسان الصامد.

المقاومة ولدت من صلب المجتمع، وهي أكثر حرصا على حقوقه، وهي معه في معركته ضد الجوع والحصار والظلم.

المقاوم هو إنسان، وهو يتعرض للحصار والتجويع، ويعاني كما يعاني أبناء الشعب.

الشعب في غزة استهدف لأن ما يراد هو تثوير الناس على المقاومة وليس الهدف توفير مصالح الناس.

لكن هناك خط فاصل واضح ما بين المطالب المحقة وما بين الفتنة المنظمة؟.

ما يجري في قطاع غزة منذ سنوات هو خطة مبرمجة للقضاء على المقاومة واستئصالها.

وما جرى من حصار لغزة منذ 13 عاما، والاعتداءات والحروب الإسرائيلية وقرارات عباس العقابية بحق الموظفين وقطع رواتب الأسرى، والانسحاب من المعابر، وتخريب المصالحة، ورفض الوحدة الوطنية أو حكومة الوفاق الوطني، وعمليات الاغتيال المنظمة.. كل ذلك جزء من الحرب الهادفة لإسقاط المقاومة.

وما تبع ذلك من حروب ناعمة وفتن وإجراءات وحملات إعلامية كانت بهدف إعادة سيطرة الاحتلال على غزة واستنساخ واقع الضفة الغربية المؤلم.

ونحن إذ نقف مع المطالب المحقة للناس؛ فإننا ضد أي عمل تخريبي يستهدف مشروع المقاومة في غزة أو إسقاطها أو النيل من منجزاتها.
على كل إنسان أن يدقق في ما حصل، وأن يعيد ربط الأحداث واستحضار تاريخ السلطة الفلسطينية وسياستها ووظيفتها.
نقولها بالفم الملآن: نحن اليوم والآن والساعة، مع المقاومة، ومستعدون للدفاع عنها وللموت دون قادتها وعناصرها وسلاحها وشعبها..وسنواجه كل فتنة بما تستحق، لأنه لا يمكن القبول بعودة عصابات التنسيق الأمني المأجورة للاحتلال لتحكم الشرفاء وتزج بهم في السجون وتصادر السلاح.
فات هذا الزمن..وتاريخنا لا يعود للوراء..
المقاومة هي صنو الحرية وهي الأساس الحاضن لحقوق الإنسان..والتاريخ ليس بعيدا عنكم..