في رحاب الأخوة -2 بقلم م / علاء فهمي

 

من موقع ملتقى أهل الحديث أنقل :
( روى أبوداؤد في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

“المؤمن مرآة المؤمن ، المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه” ..

قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء إسناده حسن .

وقال المناوي في فيض القدير : المؤمن مرآة المؤمن ؛ فأنت مرآة لأخيك يبصر حاله فيك ، وهو مرآة لك تبصر حالك فيه ، فإن شهدت في أخيك خيرا فهو لك ، وإن شهدت غيره فهو لك ، وكلا مشهده عائد عليه ، فالمؤمن يبصر بأخيه من نفسه ما لا يراه بدونه .

قال العامري معناه : كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله ، وتبعثه على الشكر ، وتمنعه من الكبر ، وتريه قبائح أمور بلين ، في خفية تنصحه ولا تفضحه .. )

يعني :

1 – إذا لم يقم أخوك بدوره فهناك مشكلة ؛ فإذا رآك على خطأ ، أو شهد للسانك انفلاتا ، أو لأخلاقك نشوزا ، فليس من الأخوة أن يسكت عنك ، ناهيك أن يجاريك ويشجعك !!

2 – إذا علم أن هما أصابك ، أو مشكلة حدثت لك ، لا يتصور في قوانين الأخوة ومواثيقها أن ينتظر أن تستدعيه للمساعدة في التخفيف أو الحل ، وإلا فلماذا أنت أخوه ؟! .. “وساب إيه للأغراب: ؟!

3 – إذا لم تكن باعثا له على الشكر ، ومانعا من الكبر ، ومبينا الأخطاء بلين وبلا فضيحة : “تبقى إيه لازمتك؟”..

4 – تمعّن في قوله صلى الله عليه وسلم :”ويحوطه من ورائه” .. وبعد تكرار الصلاة على الحبيب ، فكر واعرف دورك ، ولا تترك أخاك أن يفترس ويغتال وأنت موجود ، أو أن يترك غيابه أثرا في بيته ، أو لا تقم برد غيبته ، أو استنقاذه من الوقوع في إثم أو الإلمام بذنب .. ..

5 – لا يعرف كثيرون التفرقة بين الصداقات العادية والأخوة في الله ، ولا يدرك البعض عظم مقامها فيتهاونون فيها ، ولا نستشعر في بعض الوقت المنابر من نور التي أعدت للمتحابين في الله ،

ومن متابعاتي لعلاقات كثيرة ، وتعليقات لأصدقاء إخوة أعرفهم ، لا أجد روح التناصح ، ولا رائحة أن العلاقة قامت أولا وأخيرا على الحب في الله ، والعمل في دعوته ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكتب هذه الخواطر عن الأخوة في الله ، وفي خاطري ثلاثة أخبار محزنة بالنسبة لإخوة لي أحبهم في الله :

أولها صورة للدكتور بشر وقد بدا عليه الإرهاق الشديد مع عدم مفارقة البسمة لوجهه ، وثانيها دخول أخي الدكتور عبد الرحمن البر في الإضراب الكامل لسوء المعاملة ، وثالثها الحكم على ابن أخي المهندس سعد الحسيني بخمسة عشر عاما ،

وقد يأذن الله لنا بالتعليق على هذه الأخبار ، ولكن كلامنا عن الأخوة في الله الذي لا نكف عنه ولا نمل منه ، ربما يكون جزءا من الوفاء لهؤلاء الإخوة الذين يعلم الله كم تتعلق بهم قلوبنا وأرواحنا ، ولكن يكفينا أننا وإياهم بفضل الله عشنا هذه المعاني معًا ، ونسأل الله أن يحفظنا على طريقه ، ويحفظ لنا إخوتنا من كل مكروه وسوء ….