في ذكرى وفاة أبو بكر الصديق تعرف على مواقفه في الهجرة وبعض أقواله

قال النبي -صلى الله عليه وسلم -في حق أبو بكر الصديق (ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ، ما خلَا أبا بكرٍ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ، ومَا نفَعَنِي مَالُ أحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعِني مالُ أبي بِكْرٍ، ولَوْ كنتُ متخِذًا خَلِيلًا، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا ، أَلَا وَإِنَّ صاحبَكُمْ خليلُ اللهِ)

لقد كانت الهجرة النبوية نقطة فارقة في تاريخ الإسلام، اتضحت بها معالم الدولة وترسخت مفاهيم الإخاء بشكل عملي لدى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

ومن المواقف التي لا تنسى أبدًا في هذه الرحلة المباركة موقف أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه الذي تعلق قلبه أن يكون رفيق الرسول في هذه الرحلة.
ويظهر ذلك جليا لَمَّا قال النبي – صلى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي أُريتُ دار هجرتكم ذات نَخْلٍ بين لابتين)) وهُما الحرتان؛ “البخاري”، تَجهَّز أبو بكر، فقال له النبِيُّ – صلى الله عليه وسلَّم -: ((على رِسْلِك؛ فإنِّي أرجو أن يُؤْذَن لي))، فقال أبو بكر: “وهل ترجو ذلك بأبِي أنت؟” قال: ((نعم)).
وهنا حبس أبو بكر نفْسَه على رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – لِيَصحبه، وانتظر أربعة أشهر يعلف راحلتَيْن كانتا عنده، حتَّى أذن الله بالهجرة حتى جاءت البشارة.

فقد أذن الله تعالى لرسول بصحبة أبو بكر فلما أخبَره النبِيُّ – صلى الله عليه وسلَّم – لَم يُصدِّق أنْ يكون صاحِبَ رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – حتَّى قال: “الصحبةَ بأبي أنت يا رسول الله؟” قال رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم -: ((نعم)).

‏فبكى الصديق من شدة فرحه وان الله تعالى جبر بخاطره وقبل رجاءه، تقول عائشة – رضي الله عنها -: “فوالله ما شعرت قطُّ قبل ذلك اليوم أنَّ أحدًا يبكي من الفرح، حتَّى رأيتُ أبا بكر يبكي يومئذٍ”؛ البخاري.
‏ولم يقف الأمر عند هذا الحد من مواقف أبو بكر الخالدة في الهجرة فعندما خرج مع الرسول، كان أبو بكر يتقدَّم النبِيَّ – صلى الله عليه وسلَّم – في ترَصُّد الأمكنة؛ حتَّى لا يصيبه أذًى، فسأله النبي – صلى الله عليه وسلَّم – قائلاً: ((يا أبا بكر، لو كان شيء، أحببتَ أن يكون بك دوني؟))، فقال أبو بكر: “والذي بعثك بالحقِّ، ما كانَتْ لتكون من مُلِمَّة إلاَّ أن تكون بي دونَك”.



‏وحينما وصل الرسول وصاحبه إلى الغار، قال أبو بكر: “مكانك يا رسول الله، حتَّى أستَبْرِئ لك الغار”؛ أي ينظر ما بداخله حتى لا يصيب الرسول منه أذى أيا كان نوعه.. وهكذا يمضي الصديق يوقع في تاريخ البشرية مواقف خالدة ذكرها له التاريخ وكتبها على صفحات من نور تبرهن صدق محبته لرسول الله فرضي الله تعالى عن الرسول وصحبه وجزاهما عما قدماه للإسلام والمسلمين خير الجزاء.