في ذكرى استشهاده.. الدكتور محمد كمال ..مواقف عطرة من سيرة مجاهد كبير

في 03 أكتوبر 2016، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب  قتل الأستاذ الدكتور محمد كمال  في منطقة البساتين بالقاهرة، زاعمة أنه قتل في تبادل لإطلاق النار، غير أن مواقع إخبارية  موالية للنظام سبق أن نشرت خبر اعتقال كمال حيا برفقة أحد قيادات الجماعة ويدعى ياسر شحاتة قبل أن تعود بعد ذلك بساعات وتنشر خبر اغتيالهما.

وينضاف اغتيال كمال إلى سلسلة من الاغتيالات عاشتها مصر منذ الانقلاب العسكري، من بينها قتل الشرطة 13 من قيادات الإخوان من أعضاء لجنة لدعم أهالي القتلى والمصابين في واقعة شهدتها شقة بمدينة 6 أكتوبر في يوليو 2015.

ولد الشهيد الدكتور محمد كمال بمركز طهطا بمحافظه سوهاج فى الثانى عشر من شهر مارس عام 1955م. وعمل كمال أستاذا للأنف والحنجرة في جامعة أسيوط، وشغل عضوية مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين عام 2011، إلى جانب عضوية مجلس شورى الجماعة. ثم اضطلع بمهام مسئول اللجنة الإدارية العليا عقب الانتخابات التكميلية لعام 2014.

كان أبا لخمس أولاد كلهم أطباء . وكان خامس خمسة بايعوا الأخوان المسلمين فى جامعة أسيوط، على أكتافهم قام تنظيمها فى الجامعة ومحافظات الصعيد . و اتسم -رحمه الله – بالعقل والحكمة ,حيث كان هادئا فى تفكيره , يسمع أكثر مما يتكلم.

يعتبر الدكتور محمد كمال أول من أدخل جراحة مناظير الأنف إلى صعيد_مصر في أوائل التسعينيات وأشرف على مئات من الأبحاث و الرسائل العلمية و التي نشرت في المجلات العلمية المختلفة.

على الصعيد الإنساني كان خلوقا مهذبا دمثا لا تكاد تسمع صوته بالرغم من حزمه، كان لا يدخر جهدا في مساعدة المرضى، وتسهيل إجراءات دخولهم وعمل الجراحات اللازمة لهم في فترة سادت فيها المستشفى الجامعي الفوضى من اضرابات وتظاهرات.

كان رجلا متميزا في جراحات مناظير الجيوب الأنفية، و كان يعتبر الأمهر، و بالرغم من مرضه بالقلب، و الذي كان لا يمكنه صحيا في كثير من الأحيان بإجراء بعض الجراحات المطولة و المعقدة إلا أنه كان يصمم عليها فقد كان يشعر أن هذا واجبه.

على صعيد #العمل_الخيري فقد كان الدكتور كمال يجري عمليات المناظير بأرقام تتراوح بين ال 700-800 جنيه للمناظير وهو رقم ضئيل جدا جدا و كان مسار امتعاض بين الزملاء، فهم بالطبع لا يستطيعون الحصول على أرقام أعلى من أستاذهم والذي كان يريد التسهيل على المرضى من فقراء الصعيد.

أنشأ هو والدكتور محمد شاكر الجمعية الطبية الخيرية الإسلامية في أسيوط وأبوتيج وحي الأربعين، والتي كانت تقدم خدمة طبية شبه مجانية في كافة التخصصات الطبية للفقراء من مرضى الصعيد.