في اليوم العالمي للمهاجرين
يأتى “اليوم العالمي للمهاجرين” هذا العام، بينما يقاسي أهل حلب محنة تهجير وتشريد من ديارهم، بعد مجازر وحشية على أيدي الميليشيات الطائفية والقوات الروسية وقوات النظام المجرم.
وقد سبق أهل حلب إلى التهجير أبناء معظم المدن السورية، ومعهم سنة العراق، وثوار مصر، وليبيا، واليمن وفلسطين المحتلة قلب الأمة النابض والمسلمون الروهينجا في أراكان، وغيرهم من المكافحين من أجل حقوقهم فى شتى بقاع الأرض، فرارا بدينهم وأنفسهم، بعد أن أعملت فيهم النظم الاستبدادية والقوى المعادية آلة القتل والدمار والتعذيب والإفقار.
والمتابع لموجات الهجرة حول العالم يجد أن غالبيتها من المسلمين، فرارا من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي من جانب وهروبا من جور الحكام وظلم بني الأوطان من جانب آخر.
والغريب أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية تقف من تلك المظالم موقف المتفرج، كماتقف عاجزة أمام محنة المهاجرين حول العالم، ومن ورائها دول كبرى تتشدق بحقوق الإنسان، بل وترى فى الهجرات الوافدة من الشرق الأوسط خطرا على أمنها ومعايش شعوبها.
ومن هنا فإن على الشعوب المضطهدة، النهوض والتحرك بكل جسارة طلبا لحريتها وكرامتها وتحقيقا لتحررها من كل صور الظلم والطغيان.
إن انقشاع الاستبداد والفساد من بلادنا، وتوقف النفاق الدولي عن مساندة النظم الانقلابية والتسلطية، ومساعدة تلك العصابات الحاكمة على اضطهاد شعوبها وإفقارها، هو الطريق الأمثل لإنهاء تلك المحنة وحينها يحق للعالم وللأمم المتحدة الاحتفال بيوم عالمي للمهاجرين.
والله أكبر ولله الحمد
د.طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة “الإخوان المسلمون”
الأحد 19 ربيع الأول 1438هـ ، الموافق 18 ديسمبر 2016م