فيديو.. البيان الختامي لمؤتمر “التعاون المشترك فريضة” لمواجهة جائحة “كورونا”

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)
شعب مصر العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها مصر والعالم أجمع في مواجهة وباء “كورونا ” الذي داهم البشرية على حين غرة، ومازال يحصد أرواحًا عزيزة علينا في داخل مصر وسائر دول العالم، مُهددًا بكارثة بشرية واسعة الأثر والامتداد؛ فإننا نقف اليوم لنؤكد أننا وما نملك فداءٌ لشعبنا العظيم ولوطننا الحبيب مصر.
إن ما نعانيه من حصار وملاحقات وتضييقيات لن يمنعنا من التحرك، لتقديم كل ما بوسعنا لوطننا ولشعبنا الصابر الأبيّ، في هذه المعركة المحتدمة، عملاً بقول الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم…)، معتبرين أن ذلك هو واجب وفريضة على كل مصري صادق في انتمائه لوطنه.
وإننا إذ ندعو الله عز وجل أن يُنجي مصر وشعبها وشعوب العالم أجمع من هذا الوباء المدمر، نعلن ما يلي:
1- إن الأولوية الأولى لدينا الآن هي مواجهة هذا الوباء، من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب المصري، إنقاذاً لبلادنا وحفاظا على شعبها الأصيل.
2- إن الشعب المصري بكل فئاته وتوجهاته ومؤسساته؛ من قوى سياسية ومؤسسات مدنية وجمعيات خيرية وهيئات إغاثية مدعوون جميعاً للمشاركة -كل حسب موقعه وإمكاناته- للتحرك بشكل رشيد، وعلى كل فرد في المجتمع المشاركة بأقصى طاقته في هذه المواجهة الوطنية الشاملة.
3- على جميع أفراد المجتمع المصري الأخذ بكل الأسباب -كما أمرنا شرعنا الحنيف-، وعليه ندعو الكافة للالتزام بآراء أهل العلم والمختصين فيما يتعلق بإجراءات السلامة والوقاية من المرض، بالالتزام بالبقاء في البيوت والصلاة فيها، وتنفيذ كافة الاحتياطات الصحية، من إجراءات النظافة والتعقيم الدائمين، والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي المتعارف عليها عالميا.
4- إن واجب الجميع اليوم، ومصر تواجه وباء شرس، وخطر محدق، هو العمل بكل جد وإخلاص على إنهاء أي مظهر من مظاهر حالة الانقسام المجتمعي (التي قد تعرقل تضافر الجهود) في مواجهة هذا الوباء، وعلى وسائل الإعلام وقادة الرأي والفكر القيام بدورهم في إذكاء الروح الوطنية المشتركة بخاصة في مثل هذا الظرف الاستثنائي.
5- ندعو وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في نقل الحقائق، ونطالبها جميعًا بتعزيز المصلحة الوطنية، فلا مجال لترويج الشائعات، كما ندعو الجميع أن يحرص على الشفافية التامة والمكاشفة المستمرة مع الشعب بالحقائق، قطعًا للطريق على أية إشاعة، أو تأويلات في غير موضعها، فهذا هو الطريق الأصوب والأنسب والأقصر لمنع انتشار الشائعات وإبطالها.
6- نظرا لكون السجون المكتظة التي تفتقد لأساسيات الرعاية الصحية تعد قنبلة موقوتة شديدة الخطورة على المحتجزين وعلى المجتمع كله، فإن إخراج المعتقلين والسجناء هو عامل مهم في مقاومة هذا الوباء، وهي خطوة قد اتخذتها العديد من دول العالم لضرورتها الصحية والإنسانية، خاصة مع تزايد معدلات انتشار هذا الوباء، وما لا يحتمل أي تأجيل هو إطلاق سراح أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن (حيث إنه من الثابت طبيا أنهم الفئات الأكثر تعرضا لمخاطر مضاعفات المرض).
7- ندعو للمسارعة إلى تهيئة كل سبل الدعم المعنوي والمادي للطواقم الطبية، وتوفير كافة سبل الاحتياطات الطبية الضرورية للطواقم الطبية، مع ضرورة توفير الحماية الأمنية اللازمة لهم ليتمكنوا من تقديم الخدمة الصحية بسهولة ويسر، واعتبار الأطباء والممرضين والمسعفين الذين يفقدون حياتهم أثناء العمل في عداد الشهداء الذين يجب تكريمهم، ومعاملتهم معاملة الشهداء بتكريمهم بالأنواط الوطنية، وإطلاق أسمائهم على المستشفيات والشوارع.
8- على الشركات الكبري الموجودة في مصر ورجال الأعمال الذين أعطتهم مصر الكثير القيام بدورهم الأخلاقي و الوطني بتقديم يد العون للطبقات الأكثر تضررا من تلك الجائحة، و على كل المقتدرين من الشعب واجب المسارعة بإخراج زكاتهم وصدقاتهم، لإغاثة المتضررين من الوباء وإجراءاته الاحترازية، والمساهمة في رعاية المهمشين وأصحاب الدخول المحدودة وعمال اليومية، فهؤلاء لا يليق بنا كأمة مصرية عظيمة ألا يجدوا من بني وطنهم من يعينهم على تخطي هذه المحنة والنازلة الكبيرة، وفي ذلك الإطار فإننا ندعم مبادرة الأزهر المتعلقة بـ “إعانة بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية”، و ندعو الشعب المصري للتعاطي معها بشكل إيجابي وعاجل.
وبعد …
هذه أيدينا ستظل ممدودةً بالخير، لأجل مصر وشعبها، ولأجل البشرية والإنسانية، نحمل رسالة سلامٍ وأمانٍ وتعاونٍ وإخاء دون تمييزٍ أو تفرقة، ونود أن نشير أن أعضاء اللجنة التي شكلتها الجماعة من الكفاءات المتخصصة والمهنية من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين وغيرهم، سيستمرون في القيام بدورهم وواجبهم في إعداد محتوى علمي منهجي برسائل التوعية الشعبية في كافة المجالات المحيطة بالجائحة، ونشر تعليمات مهنية متعلقة بكيفية مواجهتها ، وسيتم الاجتهاد، بقدر الاستطاعة، وبقدر ما هو متاح من أدوات، في أن تصل رسائل هذه اللجنة ومنتجها للشعب المصري كله، ولا يفوتنا أن نعلن أن كفاءات مصر من أطباء ومهنيين بالداخل والخارج سيكونون دوما في خدمة وطنهم وشعبهم.
نسأل الله – سبحانه وتعالى- أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء. إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
#شعب_واحد_نقدر