فانتازيا | “ترامب” يستقبل حازم أبو اسماعيل بالبيت الأبيض خلال ساعات

كتب: إسماعيل أبو محمد

اشتعلت الآليات الضوئية داخل كابلات الانترنت تحت محيطات العالم وهي تنقل خبر استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستقبال الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل في البيت الأبيض خلال ساعات.

اتصل المراسلون الجانب والمحليون برئاسة الجمهورية في مصر ليتأكدوا من صحة النبأ وفي ذهنهم أن كتائب الاخوان على الانترنت هي التي تريد أن تسخر من الأحوال في مصر. وكان رد المتحدث باسم الرئاسة انه سيعقد مؤتمراً صحفياً غداً لتوضيح صحة أو كذب هذا النبأ، وهو ما أكد لهم أن النبأ صحيح فإذا كان شائعة فما الداعي لعمل مؤتمر صحفي؟! ولكن من ينتظر إلى الغد؟!

مراسل سي.ان.ان في القاهرة وهو يجيد العربية هو الذي تمكن من تتبع خيوط الحكاية، أجهزة الأمن المصرية رأت ضرورة تهيئة الرأي العام ببعض التسريبات حتى لا يتحول المؤتمر الصحفي إلى صدمة مروعة..

في ركن مظلم بأحد مطاعم أحد الفنادق الخمسة نجوم في القاهرة التقى ما يقال عنه في الاعلام عادة (مصدر طلب عدم الافصاح عن اسمه) مع مراسل سي.ان.ان والذي لم يستطع الحصول على شيئ من السفارة الأمريكية، فقد كان الاتفاق أن يكون الاعلان من القاهرة، قال المصدر الأمني للمراسل:-

للأسف لقد تمكن أحد أنصار حازم أبو اسماعيل من الحصول على ورقة رسمية من أمريكا تفيد بأنه مواطن أمريكي استناداً إلى أن أمه أمريكية، وهذا الحازمي مصري يعيش في أمريكا وقد كان ينوي تفجير فضيحة لترامب بمساعدة الحزب الديمقراطي وهيلاري كلينتون والكونجرس، بأنه اهتم بهذه الفتاة الصغيرة آية حجازي وأحضرها من القاهرة بينما يترك هذا الشيخ الجليل في سجن كئيب منذ أكثر من 4 سنوات في طرة، وهذا ما يؤكد عداء ترامب للاسلام!!

ابنة ترامب إيفانكا تبنت القضية وقررت أن تقلب المائدة لصالح والدها وأقنعته أن يبرهن للعام كله أنه النصير الأول للديمقراطية وأنه ليس عدواً للاسلام بل للارهاب. وكل تقارير المخابرات الأمريكية تؤكد عدم تورط صلاح أبو اسماعيل في أي عمل إرهابي، بل هو محبوس حتى الآن بتهمة إهانة القضاء والتظاهر أمام النيابة!! انها ضربة لا تقل عن ضربة الصواريخ لقاعدة حمص الجوية.

شعر ترامب أن أهم قرار اتخذه في حياته انه عين ابنته الذكية مستشارة له.. زخلال دقائق تم استخراج باسبور أمريكي لحازم صلاح أبو اسماعيل وأكد القانونيون في البيت الأبيض أن السيسي أصدر قانوناً بحق رئيس الجمهورية في ترحيل الأجنبي المدان إلى بلده الأصلي، وهذا ما حدث مع صحفي استرالي ومع محمد سلطان المصري الأمريكي. وانه من غير الضروري انتظار أي أحكام قضائية لتبرئة أبو اسماعيل.

كان التوقيت يسمح بالاتصال بالسيسي في الصباح وفقاً لتوقيت القاهرة ، واتصل ترامب بالسيسي.. لم يتسرب عن المكالمة شيئ من البيت الأبيض. كما لم يتسرب من قبل ما دار حول آية حجازي في اللقاء بينهما إلا بعد الافراج عنها. ولكن المعروف أن المكالمة لم تأخذ أكثر من دقائق معدودة، بعدها قال ترامب لايفانكا والمحيطين به.. حضروا طائرة عسكرية من قاعدة ساندوز للانطلاق إلى القاهرة، وسيكون الشيخ حازم أبو اسماعيل في صالة كبار الزوار. ولا أريد المبالغة في أن تسافر إيفانكا لتكون في صحبته، يكفي أن تسافر دينا كما حدث مع آية. وحضروا المكتب البيضاوي والمؤتمر الصحفي هنا بعد اللقاء.

************

في سجن ملحق مزرعة طرة لم يكن الخبر قد وصل وكانت الأمور هادئة تماماً. في غرفة ما بالقصر الرئاسي كان قادة الأمن في مناقشة حامية الوطيس، ويرون أن الموضوع سيتحول إلى فضيحة لا يمكن تلافيها أو الرد عليها. كذلك لا  توجد أي تأكيددات من ترامب أو المخابرات الأمريكية بخصوص حرية الحركة لحازم صلاح أبو اسماعيل وهل ستكون داخل أمريكا أم سيكون حر الحركة. مندوب الرئاسة أكد أن الوقت الضيق لا يسمح بهذه المناقشات وسيتم تدارك كل شيئ بعد التنفيذ. المهم لابد من تحضير ملابس جيدة للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل حتى لا يذهب إلى البيت الأبيض بجلابية غير لائقة أو بلبس السجن.

وهنا طلب أحد الحاضرين الكلمة وقال: ألا تقدوروا إحتمال أن يرفض الشيخ حازم أبو اسماعيل السفر إلى أمريكا والذهاب إلى البيت الأبيض.

قال آخر: إذن يا دار ما دخلك شر! وقال ثالث: لا لابد من إجباره على ذلك، حتى لا يشك ترامب اننا منعناه. قالوا: كيف؟ هو مسجون لدينا ولابد أن ينفذ الأوامر!! وعندما توجه أبو اسماعيل لمطار القاهرة لم يكن قد عرف السبب لهذه الترحيلة.

المتحدث بإسم الرئاسة يستعد الآن للمؤتمر الصحفي .. ومن المتوقع أن يؤكد على استقلال القضاء….(فانتـازيــا).