علمتني الدعوة.. أن الحق أطول نفسا،وأن الباطل الذي يطول أمده ليس لقوة فيه،وإنما لضعف في محاربيه..”إن الباطل كان زهوقا”
علمتني الدعوة أن العمل للإسلام وقت انصراف الناس عنه… أحب إلى الله من العمل وقت إقبال الناس عليه..لأن غلاء الثمن دليل على نفاسة السلعة أو قلة المعروض.”لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل”
علمتني الدعوة.. أن الشرف كل الشرف أن تلقى ربك وغبار السعي للدين في أنفك…وحبه يملأ عليك قلبك… فإن مت على ذلك لا تبال إن مت فاتحا كخالد أو مت غريبا كأبي ذر أو مت مقتولا كحمزة.
علمتني الدعوة أن الداعية بلا أخلاق كالقمر حال المحاق… جسم قمر لكن ليس له أي أثر…وأفضل الأخلاق وقت جهالة المدعوين…وأن الذي يدعو لدين كالإسلام لا يمكن أن يكون بأخلاق أبي جهل!!
علمتني الدعوة أنني مطالب بالغرس لا الثمرة، وأن لله مواعيد هدايات، يأذن فيها ربنا بالإنبات… فكل زُرّاع الدنيا أقصى جهدهم الحرث والبذر والسقاية…وعلى الله وحده الإصلاح والهداية.
علمتني الدعوة أن حاجة الناس للدعاة وأصحاب الهدايات كحاجتهم للماء والهواء، وأن المصلح الواحد يكفي لإصلاح مجتمع فاسد… لو خلصت لله نيته، وانشغل بأمر دينه ودعوته، وكان في الناس شفوقا رحيما كشفقة محمد بأمته.
علمتني الدعوة أنه كلما أسرف العاصي على نفسه كان أقرب لطريق ربه، لأنه ليس بعد التمام إلا النقصان!!
فلا تيأسوا من العصاة المسرفين…ولكن انظروا إليهم على أنهم مساكين مبتلين.
علمتني الدعوة أن الدعاة نوعان… ممثل كالنائحة المستأجرة، وأصيل كالنائحة الثكلى، ولا يميزهما إلا اللهفة على الدين عند الحوادث الكبار.
علمتني الدعوة أن أعتز بما أحمل…لأن الخجلان مرتعش الصوت، ولا ينبغي للبغايا وأهل الخنا أن يكونوا أدل على بضاعتهم وأحرص على تجارتهم مني.
علمتني الدعوة أن أكون أنبه لها من الحواة، وأذكى من جميع مكائد الطغاة، لأن الفطنة من صفات الأنبياء، والدعاة ورثتهم في كل شيء حتى الفطنة… وما انتصر شيطان إلا بغفلة ولي!!
نقلا عن صفحة الداعية خالد حمدي