استيقظ أهل البصارطة في صبيحة هذا اليوم من العام الماضي على طلقات الرصاص وانتشار كثيف لمدرعات ميليشيات الانقلاب من جيش وشرطة ومجموعات من البلطجية انتشرت في شوارع القرية تطارد شبابها في الشوارع والأراضي وتطلق عليهم الرصاص .
وما هي إلا دقائق وبدؤوا في اقتحام أكثر من ثلاثين منزل لأهالي القرية وتحطيم محتوياتها وترويع النساء والأطفال واعتقال الكثير من أبناء القرية وحتى من العمالة الوافدة إلى القرية .
ومنعوا حتى الطلبة من الذهاب لأداء امتحاناتهم في هذا اليوم ومنعوا الموظفين من الخروج أو الدخول للقرية ولم وكأنها حالة غزو من عدو لدود للبلد يريد تركيع أهلها وتأديبهم .
يأتي ذلك على خلفية اختطاف ميليشيات الأمن لثلاث عشرة فتاة من دمياط من ضمنهن ثلاث فتيات من القرية وهو الأمر الذي أثار حالة من الغضب لدى شباب القرية وأدى لحدوث اشتباكات بينهم وبين ميليشيات الانقلاب التي حاصرت القرية بقوات ضخمة ومدرعات للجيش بلغت المائة مدرعة .
يحكي شاهد عيان وأحد المصابين في هذا اليوم قائلا “طاردتنا قوات الشرطة وأطلقت علينا الرصاص بكثافة فهربنا إلى الأراضي وكنا نزحف داخل مجاري الماء الصغيرة لنحتمي من الرصاص المنهمر علينا كالمطر وحين أردنا عبور الطريق الدولي باتجاه البحيرة قام المدعو حمادة المسحور وهو من بلطجية العنانية بإطلاق الرصاص علينا من سلاح آلي بحوزته فأصاب الشهيد عمر أبو جلاله في رجله فسقط ارضا فتوجهت لأحمله فأصابتني رصاصة في عنقي أنا الآخر وزحف الشهيد عمر ليختبئ بأحد المجاري المائية ورآه أحد أهالي القرية وطلب منه ألا يخبر أحدا ولكنه سلمه إلى قوات الانقلاب ليعتدوا عليه بالضرب والتعذيب الشديد ثم يقوم أحد ضباطهم بقتله بالرصاص ،ويبكي الشاهد وهو يقول عمر رفض ينام طول الليل وكان يردد ننام ازاي وبناتنا في السجون”.
ويقول أ.و “طاردتنا الشرطة والجيش لأكثر من ساعتين تحت إطلاق نار كثيف باتجاهنا إلى أن وصلنا لمنطقة كنال الطرد وعبرنا إلى الضفة الأخرى على أحد المراكب وعند الخروج من المركب وقع أحدنا في المياه فنزلت خلفه لأنقذه حيث أنه لا يعرف العوم وفوجئت بأن قوات من الشرطة قد ألقت القبض على الشهيدين عوض وأمين فاختبأنا منهم فيما قام أحد الضباط بضرب الشهيد عوض بدوي وتهديده ليخبر عن مكاننا فرفض ذلك فأطلق عليه الضابط خمس طلقات خرطوش ليرتقي شهيدا أمام أعيننا وأمام الشهيد أمين حشيش الذي أيقن أنها اللحظات الأخيرة له فطلب من الضابط أن يسمح له بالتحدث إلى والدته ولكن الضابط أطلق عليه اثنتي عشرة طلقة خرطوش ضاعت معها ملامحه تماما ولم يتعرف عليه إلا والدته من أثر عملية كانت في رجله “.
عام على المجزرة يشهد على تضحية البصارطة وشبابها وثورتهم من أجل العرض لم تتوقف فيها الحملات على القريةولا اعتقال وقتل أبنائها فتزداد القرية الصامدة وأهلها ثباتا وصمودا في رسالة لكل خائن أن الحساب وشيك وأن القصاص قادم وأن دماء الشباب ستظل لعنة على قاتليهم .