تمر بكل طفل من بداية عامه الثاني وتستمر حتى الخامسة تقريباً، وهي مشكلة تمثل تحدٍ كبير في حياة الوالدين..
يعرف العناد عند الطفل بأنه عدم الإستجابة لما يطلب منه، والتشبث برأيه رغم ثبوت خطؤه، و رفض التخلي عن الخطأ برغم تكرار التوضيح والشرح، والإصرار على طلباته تحت أي ظرف، وعدم القيام بما يطلب منه من واجبات ومهمات.
هنا يتردد في أذهاننا السؤال الأشهر على الإطلاق.. هل العناد دوماً مشكلة؟
_ في الحقيقة يعتبر العناد سمة من سمات التطور والنمو الأساسية في مرحلة الطفولة المبكرة، في عمر ٢_٥ سنوات، و يبدأ في التلاشي بعد عمر الخامسة عند التعامل السليم معه، وقد يتضاعف بشدة مع التعامل الخاطئ..
_ العناد سلوك فطري يولد به الطفل وهو يهدف لاكتشاف موقعه في الحياة ومدى حدود قدراته وسلطته، وإثبات وجوده في هذه الحياة، واستطاعته ونجاحه في فعل كثير من الأمور.
_” العناد “سلوك مهم جدا لتطور الطفل السوي، إذ يتعلم منه مهارات التواصل والإصرار والمثابرة وتكوين الرأي، والرفض والتعبير عن المشاعر والرغبات.
_ مع نمو الطفل الحركي واللغوي واكتسابه الفضول والجرأة في الحركه والتنقل من مكان لآخر يشعر الطفل بالقوة وتزداد ثقته في نفسه وإحساسه بالقدرة والسيطرة، فسرعان ما يبدأ في الإعتراض ومحاولة التحكم والتدخل في سير الأمور.
..
فنجد ذلك الطفل اللطيف الذي كان يحب الجزر جداً أصبح يصرخ بـ “لا” فور رؤيته، ويرفض القيام بكل ما يحبه وأول ما ينطق به بوضوح هي كلمة “لا”..
..
ذلك ليس لأنه لم يعد يحب الجزر..
لكنه بدأ يجرب الاعتراض، ويبحث عن موقعه في هذا المنزل، فيختبر ردة فعلك ومنها يتعرف لمدى قدرته وتأثيره بك..