شهادة حديثة موثقة من منظمة هيومان رايتس ووتش صور جديدة من العقاب الجماعي في سجن العقرب بمصر

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الله غافلان عما يعمل الظالمون
شهادة حديثة موثقة من منظمة هيومان رايتس ووتش
على وضع المعتقلين والمأسورين والمختطفين ظلما وقسرا في أحد سجون مصر
صور حديدة من العقاب الجماعي في سجن العقرب بمصر
قيود جديدة على التهوية والكهرباءعقب واقعة القتل المشبوهة
ديسمبر/كانون الأول 17، 2020 12:00AM EST
https://drive.google.com/file/d/13rXCdHhPg7pPnMFcIAijSymY9KaXfGSY/view?usp=sharing

صورة من القمر الصناعي لسجن العقرب أخذت في سبتمبر/أيلول 2016.
يعاني النزلاء من الانتهاكات في السر ويحرمون من أغلب وسائل التواصل مع العالم الخارجي
(بيروت) – قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن أجهزة الأمن المصرية أجرت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2020 تغييرات على “سجن 992 شديد الحراسة” في القاهرة، والمعروف باسم “سجن العقرب”، وحرمت النزلاء من التهوية الكافية والكهرباء والماء الساخن بشكل كامل تقريبا.
تشديد القيود، الذي حدث في أعقاب حادثة مشبوهة في 23 سبتمبر/أيلول في السجن قُتل فيها أربعة من عناصر الأمن وأربعة نزلاء، يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي. وثقت هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى منذ فترة طويلة انتهاكات جسيمة داخل سجن العقرب، الذي يُحتجز فيه حاليا ما بين 700 و800 سجين، مثل حظر الزيارات العائلية بالكامل منذ مارس/آذار 2018، والحرمان من ساعات التريّض والحبس لمدة 24 ساعة منذ مطلع 2019.
قال جو ستورك، نائب مدير تقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “يبدو أن السلطات المصرية تفرض عقابا جماعيا على مئات السجناء في سجن العقرب، بعد عزلهم عن العالم قرابة ثلاث سنوات. الأوضاع في هذا السجن تتعارض تماما مع حقوق السجناء”.
يقع سجن العقرب داخل “مجمع سجون طرة” بالقاهرة. قال اللواء إبراهيم عبد الغفار، مأمور سجن العقرب السابق، خلال مقابلة تلفزيونية في 2012: “هو متصمم على إن اللي يخش ما يرجعش منه تاني” (لقد تم تصميمه بحيث لا يخرج من يدخله أبدا). وأضاف: “إنه متصمم للسجناء السياسيين”. منذ صعود الجيش على السلطة في 2013، استخدمته الحكومة لسجن العديد من قادة “الإخوان المسلمين” بالإضافة إلى سجناء سياسيين بارزين آخرين.
ومع الاكتظاظ الحاصل، يُحتجَز في الزنازين التي تبلغ مساحتها حوالي مترين عرضا وثلاثة أمتار طولا سجينين أو ثلاثة عادة. قالت مصادر إن حراس السجن كثيرا ما يتركون زنزانة فارغة بين كل زنزانة وأخرى لجعل التواصل بين السجناء أكثر صعوبة.
في غياب أي تحقيق جديّ، زعمت وزارة الداخلية أن وفيات 23 سبتمبر/أيلول كانت نتيجة لمحاولة هروب فاشلة من قبل سجناء في عنبر المحكومين بالإعدام. ذكرت هيومن رايتس ووتش في وقت سابق، بناء على روايات المحامين وأهالي السجناء وسجناء سابقين، أن قوات وزارة الداخلية ربما قتلت السجناء الأربعة انتقاما منهم بعد أن هاجموا وقتلوا عناصر الأمن الأربعة بأدوات حادة مرتجلة.
تشير رسالة من ثلاث صفحات وفيديو مدته 13 دقيقة سُرّبا من سجن العقرب واطلعت هيومن رايتس ووتش عليهما، إضافة إلى ثلاثة مصادر تحدثت إلى هيومن رايتس ووتش، إلى أن التغييرات شملت إزالة مصادر التهوية والضوء والكهرباء من الزنازين وتعديل النافذة الوحيدة التي تطل على ممر داخلي وكذلك فتحة الباب (النضارة) في كل زنزانة لعرقلة أي اتصال بين السجناء. حتى قبل التغييرات، لم يكن هناك مصدر في الزنازين لضوء الشمس أو الهواء النقي.
قالت المصادر الثلاثة، بما في ذلك محام على اتصال مع نزلاء في السجن وشخصَيْن على دراية مباشرة بالتغييرات، إن رجال أمن بملابس مدنية ويعتقد أنهم من مسؤولي “المخابرات الحربية” يعملون في السجن منذ عمليات القتل وأشرفوا على التغييرات. قالت المصادر إن هؤلاء الضباط لم يكونوا ضباط السجن المعتادين أو عناصر “جهاز الأمن الوطني”. قال أحد المصدرَيْن المطلعَيْن إنهم قابلوا بعض السجناء “لفهم وضعهم النفسي” و”وفهم سبب قتل النزلاء لحراس السجن”.

صورة مسرَّبة تبيّن النافذة الوحيدة في زنزانة في سجن العقرب قبل التغييرات الأخيرة. تُطل النافذة على ممر داخلي ولا تعتبر مصدرا للهواء أو ضوء النهار 2020 ط ” خاص
توضح الرسالة، والفيديو المسرّب، والمصادر، بالتفصيل القيود الجديدة. قام عمال البناء، الذين تعتقد المصادر أنهم من “الهيئة الهندسية للقوات المسلحة”، بإزالة جهاز التهوية المثبت على الحائط في كل زنزانة في مباني السجن الأربعة (كل مبنى على شكل حرف “H”). أزال العمال أيضا المقبس الكهربائي، وهو المصدر الوحيد للكهرباء للاحتياجات اليومية مثل تسخين المياه في الأباريق الكهربائية للشرب أو الاستحمام، وتشغيل طارد البعوض الكهربائي. قال أحد المصادر: “اعتاد السجناء غلي الماء عندما يكون أحدهم مريضا لتحضير بعض الشاي”.صور حديدة من العقاب الجماعي في سجن العقرب بمصر.docx