شخصية اليوم :” خال المؤمنين” (معاوية بن أبي سفيان)

” خال المؤمنين” (معاوية بن أبي سفيان)

” يا محمد! إن اللَّه يأمرك أن تستأجر معاوية، إن خير من استكتبت القوي الأمين”
(جبريل -عليه السلام-)

لقد تعرض بنو أمية وعلي رأسهم “معاوية بن أبي سفيان” الي حملات تشويه من المستشرقون ومن معهم من المنافقين والشيعة ، ولكي نعرف مدى خطورة الطعن في ذمة هذا الصحابي الجليل الذي يطعن به أئمة الشيعة ليلا نهارًا، علينا أن نعلم جيدًا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى قد أمَّنه على أخطر مهمةٍ على وجه الأرض، مهمة كتابة كلام اللَّه عز وجل! ولمن لم يدرك بعد معنى هذا الكلام الخطير أكرر له أن معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنهما وأرضاهما هو الذي حول الكلمات التي قالها الرب الذي خلق السماوات والأرض إلى كلماتٍ مكتوبةٍ يقرؤها بنو الإنسان، ولمن لم يستوعب بعد، فعليه أن يعلم أن آية الكرسي التي نتعبد بها اللَّه نزلت على الشكل التالي: من اللَّه عز وجل إلى جبريل -عليه السلام- إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنهما وأرضاهما إلى البشر أجمعين!

فهل أدركت الآن مدى عظمة هذا الإنسان؟ هل تعلم الآن مدى خطورة الطعن في معاوية بالذات؟ إن الطعن في ذمة معاوية ليس طعنًا في رسول اللَّه فحسب بل هو طعن في اللَّه! فهو الذي اختار معاوية لكي يكتب لنا كلامه المنزّل على البشر، فإذا كان معاوية بن أبي سفيان رجلًا منحرفًا كما يروَج له علماء الشيعة، يصبح هذا القرآن الذي بين أيدينا قرآنًا محرفًا، ويصبح هذا الدين الذي ملأ الأرض شرقًا وغربًا دينًا باطلًا، ونصيح أنا وأنت في النهاية مجرد أشباحٍ بلا وجودٍ أو كيانٍ!

ومعاوية بن أبي سفيان جمع صفات الجمال كلها، فكان أبيض الوجه ناصع البياض، طويل القامة، جميل الهيأة، ومع ذلك كان جميل الأخلاق والطباع بدرجة جعلته يمتلك قلوب الناس بسرعة البرق. ولقد توسَّم أعرابي ملامح العظمة في قسمات وجه معاوية منذ صغره فقال لأمه (هند بنت عتبة) إنه سيملك قومه يومًا ما، فابتسمت أمه بكل ثقة وقالت: ليعدمني إن لم يملك سوى قومه فقط!

ومعاوية هو أعظمٍ ملكٍ في تاريخ الحضارة الإسلامية بأسرها، إلّا أنه كان مصباحًا من مصابيح الإسلام، سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها، فغلبت أنوارها على نوره، فهو كما يصفه الصحابي الجليل (عبد اللَّه ابن عمر بن الخطاب) رضي اللَّه عنهما وأرضاهما أنه أفضل من حكم المسلمين بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولما سُئل إن كان معاوية أفضل في الحكم من أبيه ومن أبي بكر أجاب الفصيح بن الفصيح عبد اللَّه بن عمر بقوله: هما يفوقانه بالفضل ولكنه أفضل منهما في الحكم! ولا عجب، فهذا سليل “بني أمية” أفضل عائلة ساسَت العرب قبل الإسلام وبعده، فهم أهل السياسة في في الجاهلية والإسلام.

‏وهذا فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، وقد كان خلفاء بني أمية أعظم من ملكوا الأرض من المسلمين، وحتى بعد انتهاء دولتهم، أقام بنو أمية على يد (عبد الرحمن الداخل) “صقر قريش” دولةً مهيبة للإسلام في أوروبا، وكان (عبد الرحمن الناصر) من بعده أعظم ملكٍ في تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، والحق أقول أنني تعجبت من مما قرأته عن بني أمية وأنا أجمع مادة هذا الكتاب التاريخية من أمهات كتب التاريخ الإسلامي، فلقد شوه المستشرقون ومن معهم من المنافقين تاريخ هذه العائلة العظيمة التي قدَمت الكثير للإسلام، والحق أقول أنني تعجبت أكثر للمعلومات التي حصلت عليها البارحة فقط وأنا أهُمٌّ بالكتابة عن معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنهما وأرضاهما، فالرجل ليس مثلما صُوِّرَ لنا في مدارسنا بأنه ذلك الملك المتجبر المتغطرس المترف، بل كان رجلًا زاهدًا ومتواضعًا إلى حدٍ أذهلني بالفعل، والذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا سمعوا بأنه كان من الزاهدين والصفوة الصالحين.

‏فرضي الله عن معاوية، وعن سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته الطيبين.