هـو، عالم ومجاهد وزاهد ، ولد في سوريا ودفن بالقاهرة ، الملقب بـ «عز الدين» و»سلطان العلماء» و»بائع الملوك». برز فى زمن الحروب الصليبية . ولعل أبرز نشاطه هو دعوته القوية لمواجهة الغزو المغولى التترى وشحذه لهمم الحكام ليقودوا الحرب على الغزاة، خصوصا قطز قائد جيوش السلطان عز الدين أيبك.
كان العزّ بن عبد السلام جليلاً مهاباً حسن الصورة، منبسط الأسارير، متواضعاً فى مظهره وملبسه،وكان يحضر الأماكن العامّة والمجالس الرسمية بها. وقد خالط العزّ كبار دولة بنى أيوب التى أنشأها صلاح الدين فى الشام ومصر ولم يشتغل بالعلم إلا على كبر، و صار أحد أعلم زمانه. فقد قصد العزّ فطاحل العلماء فى عصره، وجلس فى حلقاتهم، ونهل من علومهم، وتأثر بأخلاقهم.
وعندما تولى السلطان قطز مقاليد الحكم في مصر، أراد أن يجمع المال من الشعب لتجهيز الجيش، فطلب الفتوى من الشيخ العز بن عبد السلام، فرفض الشيخ أن يحابي السلطان في دين اللَّه، وقال له إنه يجب عليه أولًا أن يجمع الذهب والمجوهرات الموجودة عند أمراء المماليك لكي لا يبقى معهم إلا أسلحتهم وخيولهم التي سيحاربون بها، وعندها يصبح الأمراء في نفس مستوى عامة الشعب، وقتها فقط يمكن له أن يأخذ تلك الفتوى!
وفعلًا نفذ السلطان المظفر سيف الدين قطز ما قاله شيخه، وتم تجهيز كل الجيش بالأموال التي حصل عليها من بيع مجوهرات الأمراء، بل إن المال زاد عن الحاجة، عندها وقف الشيخ البطل العز بن عبد السلام في جوامع مصر المحروسة يحرض الناس على الجهاد ويذكرهم بقصص الصحابة والسلف الصالح، فاستطاع الشيخ ابن عبد السلام زرع روح النصر من جديد في نفوس المصريين، وخرج الشيخ بنفسه إلى ساحة الجهاد لينال شرف دحر التتار عن أمة الإسلام، لينتصر المسلمون في معركة “عين جالوت” الخالدة بفضل رجالٍ من أمثاله .
ترك العزّ تراثاً علمياً ضخماً فى علوم التفسير والحديث والسيرة والعقيدة والفقه وأصول الفقه، وكتباً فى الزهد والتصوف، منها:الفوائد فى اختصار المقاصد.تفسير العز بن عبد السلام (تفسير القرآن). قواعد الأحكام فى مصالح الأنام.الإمام فى بيان أدلة الأحكام، ليظل الشيخ يجاهد في سبيل اللَّه ويدعو للَّه حتى بلغ الثالثة والثمانين من عمره، ليتوفى رحمه اللَّه سنة 660 هـ، ليصلي عليه جميع أهل مصر وهم يبكون على خسارة أعظم علمائهم.