لم يعد خافيًا على أحد سعي الجيش لبسط مزيد من السيطرة على اقتصاد البلاد بعدما امتدت يداه لقطاعات الإنشاءات والطرق والجسور إلى تريد الأجهزة المنزلية والسلع الاستهلاكية وحتى ألبان الأطفال.
إمبراطورية تقوم على أساس دعاية تمجيد الجيش والتزام أفراده وتسلك طريقها في إدارة وزارات البلاد وسياساته وإحلال أفراده محل السياسيين والمدراء والعاملين في القطاعين العام والخاص على حد سواء.
دعاية كرست لتدخل الجيش في كل شؤون الحياة ليبدو كما لو كان المشرف على الاقتصاد المصري كما كانت سبيلا لتوغل قادته في الحياة الاقتصادية بما يملكونه من امتيازات خاصة يجري استغلالها في الأنشطة التجارية فترجح كفته بقوة وتعدم المنافسة بينه وبين القطاع الخاص أو حتى الحكومي لتصل حصة القوات المسلحة من الاقتصاد المصري إلى نحو 40% حسب تقديرات خبراء اقتصاد ومؤسسات بحثية محلية ودولية.
ولم يعد خافيا على أحد هذه النزعة المتقدة للهيمنة على اقتصاد البلاد انطلاقا من هذه الدعاية لكن شواهد سقوطها تزداد يوما بعد آخر فلا تمجيد الجيش يعني بالضرورة نزاهة قادته ولا الالتزام حقيقة تسم جميع أفراده والحال أن أي جهة ليست بعيدة عن شبهات الفساد وأن الجيش لا يمكن أن ينأى بأفراده عن هذه الشبهات ما لم يسمح للمؤسسات الرقابية والقضائية بأداء مهمتها في الرقابة على أنشطتهم.
أصداء واسعة لحقت بشهادة الفنان محمد علي وصاحب إحدى شركات المقاولات المتعاملة مع الجيش عن وقائع فساد كبرى داخل القوات المسلحة والمعلومات التي نشرها للمرة الأولى عن أسماء ضباط كبار متورطين في تبديد وإهدار مليارات الجنيهات فضلا عن تواطئ البنوك في تمويل مشروعات فاشلة بضمان أختام الجيش.
مقطع الفيديو الذي صوره على عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك من مقر إقامته بمدينة برشلونة الإسبانية وجه خلاله سيلا من الاتهامات إلى جنرالات السيسي ودورهم في سرقة أملاك شركات المقاولات المتعاملة مع الجيش وعلى رأسهم وزير النقل الحالي اللواء كامل الوزير الرئيس السابق للهيئة الهندسية للقات المسلحة واللواء عصام الخولي مدير إدارة المشروعات وآخرون في جهازي المخابرات الحربية والهيئة الهندسية.
شهادة جديدة تضاف إلى سيل الاتهامات المتلاحقة حول وقائع إهدار المال العام في مشروعات الجيش في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة.
قناة مكملين ناقشت عبر برنامج قصة اليوم قصة إمبراطورية الجيش وأبعاد المشهد الاقتصادي.
حسين البديني، الناشط السياسي، الجيش يمتلك كل مقومات الخداع والكذب والسيطرة على مقدرات الدولة، مضيفًا أن العسكر يقومون بتدمير والسيطرة والتغلغل في جميع مجالات الاقتصاد المصري.
وأضاف البديني أن بيزنس الصيدليات نقطة في بحر في اقتصاد الجيش، والذي فضح الفنان محمد علي دوره في تدمير الاقتصاد والهيمنة على كل مقدرات البلد، متوقعا شن إعلام الانقلاب حملة لتشويه الفنان محمد علي وتلفيق قضاء الانقلاب عددًا من القضايا له.
وأوضح البديني تصريح المتحدث العسكري بأن القوات المسلحة تعمل على ما يقرب من 2500 مشروع مثل الثروة الحيوانية والمواد الغذائية ومحطات الوقود ومزارع الأسماك ويعمل بها 5 ملايين موظف أي ما يقرب من 20% من القوى العاملة في مصر يؤكد حجم النهب والسرقة التي يقوم بها للجيش لمقدرات البلد.
مصطفى إبراهيم، الباحث بالمعهد المصري للدراسات، رأى أن فيديو الفنان محمد علي تأكيد على فساد الجيش وما أكدته دراسات علمية مؤكدة للعديد من الجهات المعنية باقتصاد الجيش ومن بينها مركز كارنيجي والمعهد المصري للدراسات.
وأضاف إبراهيم أن إمبراطورية العسكر الاقتصادية تتوسع كل يوم والأخطبوط تزداد أذرعه كل يوم عن الآخر، وهذه شهادة من الداخل من متعامل مع الجيش أصابه الضرر نتيجة الفشل والفساد المستشري في قيادات العسكر.
وأوضح إبراهيم أن ما ذكره الفنان محمد علي سبق وأشارت إليه دراسات اقتصادية مستفيضة، ويكذب مزاعم السيسي التي قال فيها إن حجم اقتصاد الجيش لا يتعدى 2% من حجم الاقتصاد المصري.