سخرية واسعة من حديث قائد الانقلاب عن التعليم وتحديد النسل

سخر مغردون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” من حديث العميل الصهيوني عبد الفتاح السيسي السبت، ووعوده التي أطلقها خلال افتتاحه مشروعا للاستزراع السمكي في محافظة بورسعيد.
وكان قائد الانقلاب قد ربط بين تردي منظومة التعليم وزيادة السكان بقوله: “لما تسألوني عن التعليم هسألكم أخبار تحديد النسل إيه؟ هاتطالبوني هأطالبكم، زي ما بتسألوني هسألكم”.
وأثارت مقولته تلك موجة من التعليقات الساخرة في ظاهرها والناقدة والغاضبة في حقيقتها، حيث اعتبر النشطاء حديثه سخرية من الشعب واستهانة به، قائلين كيف يجيب عن سؤال استراتيجي ومهم وأساسي في بناء الشعوب كالتعليم بسؤال آخر حول تحديد النسل؟

وتساءل النشطاء أيضا: كيف تكون الإجابة عن سؤال متعلق بمشكلة لها ماضٍ متجذر من عدة سنوات كالتعليم، أن تكون الإجابة بموضوع متعلق بالمستقبل؟ هل معنى ذلك أنه لن يصلح منظومة التعليم إلا حينما يتوقف المصريون عن الإنجاب، أو يقوموا بتحديد النسل؟ هل المشكلة متعلقة بالأطفال الذين لم يأتوا فقط؟ أم أنها متعلقة أيضًا بالأطفال الموجودين الآن وفي النظام الحالي المتردي؟

ومما أثار غضب النشطاء أيضا قول السيسي: “موضوع أننا نصرف كل مواردنا على التعليم فده ممكن ينجح في أماكن أخرى غير مصر، أخبار النمو السكاني إيه”.

هذه المقولة أيضا أثارت حنق النشطاء، الذين قالوا كيف له أن يرى أن التعليم ليس أساس بناء المجتمع، وأنه لا يستحق أن يتم تركيز صرف موارد الدولة في تنميته؟ كيف يرى أن تنمية التعليم يمكن أن تنجح في أي بلد آخر ولن تنجح في مصر؟
وعلى تلك المقولة أعاد النشطاء تداول مقولة سابقة للسيسي خلال مؤتمر مشترك له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث قال آنذاك: “يعمل إيه التعليم في وطن ضايع”.
وأكد النشطاء أن السيسي أوقع نفسه في الخطأ بالبيانات والأرقام التي يقولها، حيث قال السيسي: “بصوا على الدولة المصرية خلال الـ150 سنة الماضية، تراجع معدلات التحسن الاقتصادي سببه ارتفاع معدل النمو السكاني، مصر كان فيها 4 ملايين مواطن يقابلهم 4 ملايين فدان، والآن هناك أكثر من 100 مليون مواطن مقابل أقل من 10 ملايين فدان”.

وعلى هذه المقولة أكد النشطاء أن السيسي بجهله أوضح مقدار تقاعس دولة العسكر بأكملها منذ نشأتها وحتى الآن عن تطوير المجال الزراعي، فكيف خلال 150 عاما كان هناك 4 ملايين فدان لأربعة ملايين مواطن، والآن هناك أقل من 10 ملايين فدان لمئة مليون مواطن، ومصر تبلغ 238 مليون فدان؟
وأردف النشطاء، لماذا لم يتم استصلاح سوى 6 ملايين فدان خلال 150 سنة التي أشار إليها السيسي علمًا بأن هناك 60 عاما في ظل الحكم العسكري.
وتساءل النشطاء، لماذا يصر السيسي في حديثه على أن المشكلة الرئيسية هي النمو السكاني؟ لماذا لم ينظر إلى الدول الأخرى واستفادتها من النمو السكاني كما يفعل دائما في المشاكل الأخرى، لماذا لم يرى الصين والهند كيف استفادت من نموها السكاني الذي يبلغ أضعاف عدد السكان في مصر؟

وتابع النشطاء، لماذا يريد السيسي إشعار المواطنين دائمًا بالذنب تجاه جميع المشاكل التي تعاني منها البلاد، هل الدولة لا تتحمل أي مسئولية تجاه تلك المشاكل من انهيار في البنى التحتية والانهيار الاقتصادي والفقر المائي؟ وإذا كانت المشكلة هي تحديد النسل فلماذا تم الانقلاب على مرسي بعد عام واحد من حكمه؟

وتساءل النشطاء أيضًا، لماذا يأخذ السيسي ذات خطابات مبارك ووعوده مع إضافة الكثير من القمع والتحقير للمواطنين؟