#ريح_يوسف ..تابع المقطع السابع: لقاء يوسف عليه السلام مع إخوته مرة أخرى الآيات (58 ـ 98)

#ريح_يوسف
#يوسفيات

تابع المقطع السابع: لقاء يوسف عليه السلام مع إخوته مرة أخرى
الآيات (58 ـ 98)

220. ﴿وما أغني عنكم من الله من شيء﴾ [يوسف: 67]: أحيانا تحتاج لأن تعلن عجزك أمام أولادك حتى يتعلقوا بالله وحده، ولا يعتمدوا عليك في كل شيء.

221. ﴿وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾[يوسف:67]: لا يُغني حذر من قدر! الاحتراز الذي أرشدتكم إليه لا يرد عنكم قدر الله إن أراده، وأراد هنا تعليمهم الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، فكلاهما واجب.

222. ﴿وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾[يوسف:67]: العين لا تضر بنفسها، لكن بإذن الله ومشيئته.

223. ﴿ إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها﴾[يوسف:67]: قال مجاهد: خيفة العين على بنيه.

224. ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾[يوسف:68]:
يعقوب ذو علم لأننا علمناه إياه، أو العلم هنا بمعنى العمل، نقله البخاري عن قتادة، فلا معنى للعلم إن لم يتبعه عمل، يعلمون ولا يعملون، أو أكثر الناس لا يعلمون ما علمه يعقوب من لزوم الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله.

225. ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾ [يوسف: 69]:
﴿آوى﴾ في معاجم اللغة تأتي بمعنى: أعاد، وضمّ، وأحاط، وأنزل عنده، وأشفق، ورحم، ورقّ. وتآوت الطير: إذا انضم بعضها إلى بعض. وتآوى الجرح: أي تقارب للبرء، فانظر بلاغة القرآن، كيف صوَّرت كلمةٌ واحدة حال يوسف عليه السلام عند لقائه بأخيه بعد الغياب الطويل.

226. ﴿إني أنا أخوك فلا تبتئس﴾ [يوسف: 69]: وجود الأخ يُذهِب البؤس ويعين على نوائب الدهر ويبرِّد حرارة الحزن .. من فوائد الأخوة.

227. ﴿إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[يوسف: 69]:
اخلع ثوب البؤس، وارم به وراء ظهرك، فأنا أخوك الذي رموه في البئر ليقتلوه، ومع هذا قد رأيت ما أوصلني الله إليه من العز والسلطان، ومن رأى آثار رحمة الله على غيره، طمع في رحمة الله أن تناله، فقوي عزمه، واشتد بأسه.

228. ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: 70]:
كيف يفعل هذا نبي، فيدَّعي عليهم ما ليس فيهم؟!
قال الآلوسي ما ملخصه: «والذي يظهر أن ما فعله يوسف، من جعله السقاية في رحل أخيه، ومن اتهامه لإخوته بالسرقة.. إنما كان بوحي من الله تعالى لما علم- سبحانه- في ذلك من الصلاح، ولما أراد من امتحانهم بذلك، ويؤيده قوله تعالى: ﴿كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ﴾».

229. ﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: 70]:
قال ابن الجوزي :
» فإن قيل: كيف جاز ليوسف أن يُسرِّق من لم يسرق؟
فعنه أربعة أجوبة:
أحدها: أن المعنى: إِنكم لسارقون يوسف حين قطعتموه عن أبيه وطرحتموه في الجب، قاله الزجاج.
والثاني: أن المنادي نادى وهو لا يعلم أن يوسف أمر بوضع السقاية في رحل أخيه، فكان غير كاذب في قوله، قاله ابن جرير.
والثالث: أن المنادي نادى بالتسريق لهم بغير أمر يوسف.
والرابع: أن المعنى: إِنكم لسارقون فيما يظهر لمن لم يعلم حقيقة أخباركم، كقوله: ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) أي: عند نفسك، لا عندنا «.