#رساله الدكتور عبد الله شحاته من محبسه في سجن العقرب ” إبني الذي هدد عرش السيسي “
لم أكن أعلم أن ابني أنس عبد الله شحاتة خطاب، أو “أنس خطاب”، كما أحب أن أسميه، الذي لم يكمل عامه الرابع، يهدد الأمن القومي وعرش السيسي، والمنظومة الحاكمة في مصر، إلا عندما زارتني زوجتي وأبنائي أحمد وأنس منذ أسبوعين فى سجن “العقرب”، “اللعين”، وذلك لمدة تقل عن 10 دقائق، وتتم الزيارة فى كابينة فيها تليفون، ويفصلني عن زوجتي وأبنائي زجاج سميك بغيض الشكل والهيئة.
وأثناء الزيارة ومحادثتهم من خلال التليفون فوجئت بضابط المباحث والضابط النظامي النقيب “حمدي”، هكذا ينادونه، يدخل الغرفة التي بها الأولاد والزوجة ويشير بانتهاء الزيارة وكنت قد شرعت بالحديث إلى أنس الصغير، والذي حرمت منه شهوراً وشهوراً، التي تمنع فيها الزيارة في سجن العقرب لسبب أو بدون سبب.
المهم أشرت إليه أنني أرتقب فقط بدقيقة حتى أعمل الحديث مع ابني الصغير أنس، وإذا بالضابط يرفض وكأنني ارتكبت جريمة، وإذا بابني ينظر إلى هذا المخلوق الطويل عريض المنكبين ذي الشارب الكث خلفه، وينفجر الطفل الصغير فى بكاء وصريخ، وألقى بالسماعة واحتمى بأمه، وعبثاً حاولت تهدئة الصغير، وانتهت الـ10 دقائق زيارة بغمّ ونكد، أدخلها علينا هذا المخلوق، وانصرف الصغير في بكاء وعويل، وانصرفت إلى زنزانتي أفكر فى الأمر.
ما هي الاستفادة التي استفادتها المنظومة الأمنية في مصر من حرماني من الكلام مع ابني لمدة دقيقة؛ حتى يقول لي: “مع السلامة يا بابا”، أم أنني لا أستطيع وأنا أستاذ جامعة أن أقدر الخطورة الأمنية لأنس خطاب؟ وذكرت ملياً وقلت لنفسي: هل نزعت الرحمة من قلوب هؤلاء أم أنهم ينفذون الأوامر بلا عقل؟ ولكنى قلت في نفسي: أنت أستاذ اقتصاد “إيش فهّمك في الأمن”، ولهذا فكرت هل أنس بهذه الخطورة وكلمة مع السلامة يا بابا بهذه الخطورة؟
هل تجرأ أنس وفكّر في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة وأنا لا أدري؟ أم أن أنس يمثل خطورة على المصالحة بين فتح وحماس وصفقة القرن؟ أم أنس مسؤول عن مقتل ريجيني الإيطالي؟ أم أنه قد جاء إلى سجن العقرب اللعين وتفحصه جيداً ليُعد خطة هو وأصحابه في (k.g 1)؛ لتهريبي من السجن، أم أنه المسؤول عن الانهيار الاقتصادي وزيادة المديونية العامة وارتفاع الأسعار؟ أم أنه مسؤول عن انهيار قيمة الجنيه المصري؟! فكّرت ملياً وقلت: كل شيء في بلدنا أصبح جائزاً.. عليه العوض يا مصر.
عبد الله شحاتة خطاب
سجين العقرب منذ 3 سنوات
أستاذ الاقتصاد ومساعد وزير المالية الأسبق، والخبير المالي بصندوق النقد الدولى