رسالة من الرئيس محمد مرسي….
لم تكن الكلمات الموجزة التي نقلت عن السيد الرئيس الدكتور مرسي – حفظه الله – مجرد شكوى ، بل احتوت من الرسائل الكثير والكثير للجميع ؛
1 – إلى القضاة :
مع أنني من أول لحظة مثولي للقفص ومن أول قضيت نظرت ، أوضحت لكم أنني لا أعترف بهذه المحاكمات ، لكن هذه الرسالة لكم طالما أنتم تحاولون تقمص شخصية القاضي المستقل الذي لا يملى عليه أحدٌ قرارَه ، فها أنا أقول لكم ظروف سجني حتى يتبين لكم ولمن تصله حقيقةُ دوركم ، فلا تقولوا يومًا ما في الدنيا أو الآخرة أنكم لم تعرفوا ، ولا تدّعوا ساعتها أنكم كنتم مغلوبين على أمركم ، والفرصة أمامكم للتنحي أو إعمال سلطتكم في الحفاظ على المتهم – بحساباتكم – أمامكم !!
2 – إلى من سجنوه ويتربصون به :
ها أنا أعلنها أمام الجميع ، وأفضح مؤامراتكم بي ليل نهار ، وأكشف للناس أن هناك ما يستهدف حياتي ، وأنني صابر محتسب لا أعطي الدنية من ديني أو شرعيتي ..
3 – إلى المعتقلين داخل السجون من الإخوان وغيرهم :
لست إلا واحدًا منكم ، وربما يقع عليّ ما لا يقع عليكم ، ويتاح لكم ما لا أستطيعه ، وأنا صابر محتسب ، جرحي جرحكم وأملي أملكم ، فلا تنسوني من دعائكم ، واثبتوا واطلبوا العون من ربكم ..
4 – إلى الثوار خارج السجون من الإخوان وغيرهم :
استعينوا بالله واصبروا ؛ فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين ، في سبيل الحق الذي به تؤمنون لا تبخلوا ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم ، وأمامكم رئيسكم يدفع مثلكم ويصبر ويحتسب ..
5 – إلى المحامين الذي يترافعون عنه :
لم أتدخل في عملكم ، ولم أرفض حضوركم أو انتدابكم ، وتركتكم لحساباتكم وقوانينكم ورؤيتكم ، مع أني لا أفهم ما الفائدة من وجود محام لا يلتقي بموكله ، ولا أعرف ما جدوى استمراركم في التواجد ، فإن كان لمجرد تيسير ظروف التقاضي والمحاكمة فها أنا أذكركم وأذكر الجميع بأني لم ألتق بأحد منكم ، وأن كل طلباتكم لا يستجاب لها ،
قد أكون مرغمًا على المثول للمحاكم ولكني أعتقد أنكم غير مرغمين ، ومع ذلك ولأني أسيرٌ فسأترك أمر حضوركم لكم تقررون فيه ما ترونه ، فلن أسحب توكيلي لكم ، ولكن فقط أحببت تذكيركم ؛ فرَوْا رأيكم !!
6 – إلى الحقوقيين والعاملين بملفات حقوق الإنسان بالداخل والخارج :
ليست شكوى وإنما إخبار لكم ، حتى تكونوا على بينة من أمركم ، وحقيقة تجردكم لمهمتكم ، فقد أقام بعضكم الدنيا وأقعدها على غير حق حين حدثت تمثيلية حمادة المسحول ، وأثناء أحداث الاتحادية والمقطم ، ومن ثم فهذه المعلومة لكم ، ليتضح للجميع حقيقة مواقفكم ، وهل هي انتقائية أم تقوم على أساس المبادئ ، وهل ستحركون القضية للرأي العام المحلي والدولي ، أم أن لكم خطوطًا لا يسمح لكم بتعديها ؟!
أيًّا ما كان فلا أستطيع لومَكم ، ولكني فقط ألقي الكرةَ بين أقدامكم ..
7 – إلى دعاة الاصطفاف من القوى الثورية :
ها أنتم ترون ما حل بي لمجرد تمسكي بالعهد الذي قطعته أمامكم للثورة والثوار ، بالوفاء لها ولخياراتها ، مر ما يزيد عن الأربع سنوات وما زلت متمسكًا بما كلفت به مع ما أعانيه ، ولم أتنازل عن شرعيتي لتقوم عليها شرعية من أسقطني ، وفاءً للعهد والبيعة أمام الشعب ، ولا أعرف الأخبار والظروف الحالية أو التطورات على الساحة ، ولكن كل ما أعرفه أنني عاهدتكم وما زلت وفيا على عهدي ، لن أسحب يدي ، ولن أتنازل عن عهدي ..
افعلوا ما ترونه مناسبًا للثورة ، ولكن حذار أن تكون معاناتي سببًا لتنازل ، فها أنا صامد بحول الله ، أو يكون وجودي مدعاةً لفرقة ، أنا على ما عاهدت عليه ، وأنتم على ما فيه مصلحة العباد والبلاد ، لا أقيل ولا أستقيل ، ولكن اعلموا أن خصومكم لا سقف لطلباتهم ، ولا يعرفون لغيرهم حقا أو نصيبًا ، ولا يرون الآخرين إلا عبيد إحساناتهم ، فلا تغرنكم الظنون والأوهام ، واقرؤوا التاريخ جيدًا ..
ولا تقلقوا عليّ ، فدائمًا تتردد كلمات الصحابي الجليل لأمير المؤمنين عمر حين عزله من عمله : “والله ما سرّتنا ولايتُكم ولا ساءَنا عزلُكم “..
8 – إلى الإخوان قادة وجنودًا :
لا أعرف ما هي أحوالكم ، ولا يصلني من أخباركم إلا شذرات غير مرتبة ، لا أعرف مدى صدقِها ، ولا أعلم هل أعملت السنون والأحداث في وحدتكم وألفتكم ومودتكم التي هي سر قوتكم ؟
إخواني : لستُ إلا واحدًا منكم ارتضى قرارَكم ، ولا يحزن على ما أصابه من جرّاء ذلك ، فما أنا إلا جندي فكرة وعقيدة ، وكل أحد مكاني كان سيصيبه ما أصابني ،
كلنا الآن مصابٌ ومبتلًى ، ربما ما ظاهره شكوى ما هو إلا رسالة لكم ، فافهموها وعُوها ،
وتذكروا ما ختمت به خطابي الأخير : “حتى يعلم أبناؤنا أن آباءهم كانوا رجالا ..” ..
أيا ما كان قراركم ورؤيتكم وخططكم ، فلست إلا جنديا في الثكنة ينتظر الأمر ، لا تُرخصوا أنفسكم ،
وابذروا الحب بينكم تسعكم قلوبكم وأرواحكم ،
إن حرّكت الشكوى مشاعركم فلا تنسوني من دعائكم ، فكلي حاجة لدعائكم بالتثبيت والربط على قلبي وقلب أسرتي وأهلي وعشيرتي ..