ميدان رابعة العدوية بمحافظة القاهرة وميدان النهضة بمحافظة الجيزة مكانان كتب اسمهما في سجلات ذاكرة الإنسانية فما هما إلا مكانان تم اختيارهما كمكانين لاعتصام سلمي مناهض لبيان الجيش المصري وما تلاه من أحداث في 3/7/ 2013 إلا أن ما حدث بهما من أحداث جعلت ذاكرة البشرية لن تستطيع نسيانهما أبدا من ذاكرتها .
فرابعة والنهضة حدث بهما من الروايات والأحداث ما يكتب عنه مجلدات وأدبيات وأشعار… قوات من الجيش والشرطة المصرية مسلحة برصاص حي وقناصة ومعدات مجنزرة وجرافات وطائرات تحاصرهما ثم تبدأ المهمة بفض هذين الاعتصامين بالقوة .
فتبدأ القوات في التوجه نحو المعتصمين ويبدأ الضرب والاعتداء بلا رحمة ثم القتل بلا رحمة ولا شفقه فيضرب الغاز المسال للدموع والخرطوش وقنابل الصوت، وتتحرك الجرافات والمجنزرات نحو المعتصمين، ويبدأ القناصة في الضرب بالرصاص الحي ، فيقتل نساء وأطفال وشيوخ وترمي ألسنه لهب من النيران لتحرق الخيام وما بها من مصابين ويجمع القتلى والمصابين في مستشفيات ميدانية أنشأها المعتصمون، فلا تسلم هي الأخرى فيتم الاعتداء عليها وقتل من فيها وحرقها .
وأثناء فض هذين الاعتصامين خرجت مظاهرات في محافظات مصر للتضامن مع المعتصمين وللتنديد بما يحدث معهم فقوبلت هذه المظاهرات بالضرب بقسوة ووحشية مفرطة أيضا وكان القتل للمتظاهرين سيد الموقف .
إن هذه المشاهد المؤلمة التي حدثت في رابعة والنهضة وغيرهما و نقلها وشاهدها العالم أجمع ستظل محفورة في ذاكرة الإنسانية كجريمة بشعة ضد الإنسانية، يظن فاعلها أنه في مأمن وأن جريمته قد مرت مرور الكرام، إلا أن ذاكرة الإنسانية من حديد لن تنسي ولن تسقط هذه الجريمة وغيرها من ذاكرتها ،وسيأتي يوم يحاسب فيه كل من اقترف وشارك في هذه الجريمة على فعلته .
إن مركز الشهاب لحقوق الإنسان مازال يعمل على توثيق هذه الجريمة ضد الإنسانية وغيرها من الجرائم اللاحقة وأن هذه الجريمة وغيرها جرائم لن تسقط بالتقادم حتى يأتي يوم المحاسبة ويقدم الفاعلين والمشاركين للعدالة ويحاسبوا على جريمتهم .
لندن -14/8/2017