شهدت خريطة برامج التوك شو السياسية المصرية تغييرات كثيرة تضمنت الإطاحة بإعلاميين من الموالين للنظام على حد تعبير مراقبين والاكتفاء ببعض الوجوه، وأكد هؤلاء المراقبون أن هذه التغييرات سيتم خلالها تقليل لمساحة السياسة لصالح برامج الرياضة والفن والقضايا الاجتماعية.
فمثلا الإعلامية الانقلابية لميس الحديدي كان من المفترض أن تبدأ برنامجها على إحدى الفضائيات اعتبارا من أول أمس، لكنها اعتذرت لأسباب غير معرفة وغير معروف هل ستخرج هذا اليوم أم لا، أما زوجها عمرو أديب فقد ظهر بصحبة المستشار تركي آل الشيخ موقعا عقود انضمامه لقناة إم بي سي مصر في انتقال وصف بالأغلى في تاريخ الإعلام العربي.
وأعلن الإعلامي الانقلابي جابر القرموطي رحيله عن قناة النهار وتوقف برنامجه “مانشيت”، وغادر تامر أمين قناة الحياة وتوقف عن تقديم برنامجه “الحياة اليوم”، فيما أبدى الممثل الفاشل تامر عبدالمنعم استياءه من الطريقة التي رحل بها عن قناة العاصمة.
أيضا أشارت أنباء إلى توقف برنامج “العاشرة مساء” الذي يقدمه وائل الإبراشي، بالإضافة إلى إغلاق قناة “أون تي في لايف” وتوقفها عن البث بشكل مفاجئ.
وجوه جديدة
وتترافق هذه التغيرات مع تأكيد مراقبين أن أجهزة الأمن المعنية بأمور الإعلام في مصر عقدت جلسات مع مختصين لرسم الخريطة الإعلامية في الفترة المقبلة تحت هدف واحد تقليل المساحة السياسية وتغيير الوجوه المعتادة واستبدالها بوجوه جديدة.
وقال الكاتب الصحفي سليم عزوز، إن هناك خريطة جديدة للإعلام تهندس من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية، مضيفا أن استحوذ الأجهزة الأمنية على بعض القنوات والصحف بدأ منذ اللحظات الأولى للانقلاب.
وأضاف عزوز في حواره مع برنامج المسائية على قناة “الجزيرة مباشر”، أن تخلي عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري عن الإعلاميين الداعمين له أمر متوقع بعد إقصاء شركائه في الانقلاب مثل محمد إبراهيم وزير الداخلية، وصدقي صبحي وزير الدفاع بحكومة الانقلاب.
وأوضح عزوز أن الإعلاميين الموجودين حاليا من عهد المخلوع مبارك سبق وتخلو عنه بعد قيام ثورة 25 يناير وبعضهم متعددي الولاءات للأجهزة الأمنية وكان من الطبيعي ألا يثق فيهم السيسي.