عبد الحي كيرة

#حكاية119 عبد الحى كيره الفدائى بن دمياط الذى مثل دور إبن اللنبى ..

فى بداية ثورة 19 كان الإتفاق بين الشباب وخاصة الطلبة الإعتماد على النفس ، فجمعوا من مصاريفهم الخاصة مبالغ رصدوها فى تعقب المحتل وعملائه ، وحددوا لكل واحد فيهم دور .. الدور الأصعب والأقسى كان دور أحمد عبد الحى كيره إبن مدينة فارسكور طالب الطب ،ودوره كان تمثيل شخصية الطالب المستهر والغير معنى بالشأن السياسى والمحب لإنجلترا ، وفى الوقت اللى اضرب فيه الطلبة عن الدراسة دعما لثورة 19 .. كان كيره على عكسهم ، وده إتسبب فى تعرضه للضرب والأهانة والتحقير من زملائه .. مدير مدرسة الطب ” الدكتور كيتنج ” شاف فى كيره إبن للإمبراطورية البريطانية ، وإبن اللنبى شخصيا ، فسمح له بالتجول فى المدرسة والمعمل فى أى وقت وكل وقت .

كبره إنتهز الفرصة وكان بيستولى على عدد من المواد الكيميائية من المعمل ، ويسلمها للجنة من الطلبة مختصة بصنع القنايل ، ورئيس اللجنة كان الطالب أحمد ماهر – رئيس وزراء مصر 1945:1944 – ، وإستمر الحال فترة طويلة .. كيره يسرب مواد ، واللجنة تصنع قنابل ، وفى سنة 1924 وعلى خلفية إعترافات قتلة السير لى ستاك .. إنكشف دور كيره القديم ، وبدأت المخابرات البريطانية تطارده فهرب خارج مصر ، وأصدرت بيان لجميع مكاتبها فى العالم «اقبضوا عليه حيا او ميتا، اسمه احمد عبدالحي كيرة، كيميائي كان طالباً في مدرسة الطب، خطير في الاغتيالات السياسية، قمحي، متوسط القامة ، وعمره 28 عاماً» .

قيادات الجهاز السرى لثورة 19 هربت كيره بجواز سفر مزور إلى ليبيا ، ومنها لإسطنبول ، وهناك وفى سنة 1930 قابله الأديب يحيى حقى اللى كان موظف وقتها فى القنصلية المصرية فى اسطنبول ، وكتب عنه «بعبع الانجليز الذى يبحثون عنه بعد ان فتلوا له حبل المشنقة .. كنت لا ألقاه الا صدفة وألح عليه ان نأكل معا فيعتذر قائلا: قريباً ان شاء الله، وظل هذا حالي معه اربع سنوات كلما ادعوه يعتذر بأدب، وقد رأيت فيه المثل الفذ للرجل الشريد، كانت ملابسه تدل على مقاومة عنيدة للفاقة وغلبت صفرته التحتانيةعلى لونه الاصفر، يمشي على عجل ويحذر كأنه يحاول ان يفلت من جاسوس يتبعه، ويخلو كلامه من أي عاطفة، فلا تدري ان كان متعباً ام غير متعب.. جيبه نظيف أم دافئ، معدته خاوية أم عامرة؟» ، وكتب : «حاولت ان أعرف أين يسكن فلم أنجح وقيل لي انه يسكن في ثلاث شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين، إنه يعلم أن المخابرات البريطانية لن تكف عن طلبه حتي لو فر الى اقصى الارض، انها لا تنسى ثأرها البائت

وبعد توقيع معاهدة 36 سافر لـ تركيا ثلاثة من عملاء الإنجليز فى مصر .. تلاتة من القلم السياسى ” جريفز ، ماركو ، اسكندر بورجوزافو ” ، وبطريقة ما قدروا يستدرجوه ، وإغتالوه ، ومثلوا بحثته ، وسابوه للغربان والبوم .. وهربوا على مصر .