حدث في 18 رمضان

حدث في 18 رمضان

• وفاة خالد بن الوليد (سيف الله المسلول):

هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم أبو عبدشمس، والدُه كان من قُضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش، أدرك الإسلام وهو شيخ هرم فعاداه وقاوم دعوته، هلك بعد الهجرة بثلاثة أشهر[1].

أسلم خالد بن الوليد قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين في 8هـ.

قال الواقدي: حدثني يَحيى بن المغيرة بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال: سمعت أبي يُحدِّث عن خالد بن الوليد قال: لما أراد الله بي ما أراد من الخير قذف في قلبي حبَّ الإسلام، وحضَرني رشدي، فقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد صلى الله عليه وسلم، فليس في موطن أشهده إلا أنصرف وأنا أرى في نفسي أني موضَع في غير شيء، وأن محمدًا سيظهَر، فلما خرَج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية خرجتُ في خيل مِن المشركين فلقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بعسفان، فقمت بإزائه وتعرَّضتُ له فصلى بأصحابه الظهر أمامنا فهممنا أن نغير عليهم، ثم لم يَعزم لنا – وكانت فيه خيرة – فاطَّلع على ما في أنفسِنا من الهمِّ به فصلى بأصحابه صلاة العصر صلاة الخوف، فوقع ذلك منا موقعًا، وقلت: الرجل ممنوع فاعتزلْنا، وعدل عن سير خيلنا وأخذ ذات اليمين، فلما صالح قريشًا بالحديبية ودافعته قريش بالرواح قلت في نفسي: أي شيء بقي؟ أين أذهب؟ إلى النجاشي! فقد اتبع محمدًا وأصحابه عنده آمنون، فأخرج إلى هرقل؟ فأخرج من ديني إلى نصرانية أو يهودية، فأقيم في عجم تابعًا، أو أقيم في داري بمن بقي؟ فأنا في ذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضية، فتغيَّب ولم أشهد دخوله، وكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية، فطلَبني فلم يجدني فكتب إليَّ كتابًا فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإني لم أر أعجب مِن ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك! ومثل الإسلام جهله أحد؟ وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك وقال: أين خالد؟ فقلت يأتي الله به، فقال: “مثله جهل الإسلام؟ ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولقدَّمناه على غيره”[2]، فقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال: “تعالَ”، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير[3].

ترك خالد بن الوليد آثارًا مشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وقد روي له عن رسول الله ثمانية عشر حديثًا، وقد ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال: “لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية”[4].

توفي خالد بن الوليد في 18 رمضان بحمص، وكان آخر ما قاله: “لقد طلبت القتل فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها”. ثم قال: “إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدةً في سبيل الله”.

• نهاية دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين:

قامت دولة الموحدين في عام 514هـ على يد محمد بن تومرت؛ حيث درس العلم وعاد إلى المغرب، والتقى بالمرابطين، وألَّف جيشًا ضمَّ عدة قبائل، كان مقره حصن “تينمل”، وبدأ يُناوئ المرابطين.

وعندما اشتد الصراع بين (المرابطين) بقيادة تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين والموحدين بقيادة عبدالمؤمن بن علي حصل قتالٌ ومطاردة بين الجيشين، وقُتل تاشفين بعد أن هوى من فوق الصخرة، فقطع الموحِّدون رأسه وحملوه إلى (تينمل) مركز الدعوة الموحديَّة، وكان هذا الحادث هو نهاية دولة المرابطين في المغرب.

• مولد الإمام الشريف الندوي:

عبدالحي بن فخر الدين بن عبدالعلي الحسني الطالبي (1286 – 1341 ه‍ / 1869 – 1923 م)[5]، باحث، مؤرِّخ هندي، عربيُّ الأصل، انتقل أحد جدوده قطب الدين من بغداد إلى غزنة في فِتنة المغول، ودخل الهند مجاهدًا وتولَّى مشيخَة الإسلام في دلهي. واستقرت ذريتُه في الهند ومنها صاحب الترجمة.

ولد عبدالحي في زاوية السيد علم الله، وقرأ الفقه والأدب وبعض كتب الطب في لكنو، واستقر فيها مديرًا لأعمال ندوة العلماء، وله تصانيف كثيرة؛ منها: نزهة الخواطر، وبهجة المسامع والمناظر، جنة المشرق ومطلع النور المشرق، الثقافة الإسلامية في الهند، تلخيص الأخبار. توفي عام 1341 هـ / 1923 م.


[1] انظر ترجمته في: تاريخ اليعقوبي 1 / 258 وانظر تحقيق مقالته في القرآن: (تفسير ابن كثير 4 / 442 – 443).

[2] مغازي الواقدي (2/ 747).

[3] البداية والنهاية، ط إحياء التراث (4 / 272).

[4] البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام (4017).

[5] الشريف عبدالحي الندوي؛ موسوعة الأعلام لخير الدين الزركلي، موسوعة شبكة المعرفة الريفية، وصل لهذا المسار في 21 تشرين الأول 2011.