بسم الله الرحمن الرحيم
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (الأحزاب:23).
تنعي جماعة ” الإخوان المسلمون ” الداعية المجاهد والمربي الفاضل الأستاذ محمد حسين عيسي (1938م – 2021م ) عضو مجلس شورى عام الجماعة منذ عام 1989م وحتى وفاته ليلة الجمعة 24يونيو 2021م عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين عاما بعد صبر طويل على المرض ، وبعد مسيرة امتدت لنصف قرن على طريق الدعوة إلي الله بين صفوف الجماعة وتحت رايتها .
انتخب عضوا لمجلس الشعب عن التحالف الإسلامي في دائرة الرمل بالإسكندرية عام 1987م إلى عام 1990م ، كما انتخب رئيسا لمكتب إدارى محافظة الإسكندرية من عام 2001 م إلى عام 2005م .
كان نموذجا يحتذى في حسن الخلق وحسن الخطاب وحسن التوجه ..زاهدا في حياته .. لا تفارق الابتسامة وجهه ، ومن أقواله المعروفة عنه :” الحمد لله على نعمة الإسلام..الحمد لله على نعمة الإيمان ..الحمد لله على نعمة الإخوان “.
ترك ثروة علمية ودعوية كبيرة متمثلة في أكثر من خمسين كتابا في مجال الدعوة إلى الله، وتماسك الأسرة والمجتمع المسلم ، وشرح فقه العبادات، كما ترك مئات التسجيلات والفيديوهات من الدوروس الدعوية والفقهية، وكان دائم الحديث في دروسه عن الجنة.
قام بدور كبير في توجيه آلاف الشباب إلى دعوة ” الإخوان المسلمون ” وتحصينهم من الوقوع في براثن التكفيروالعنف، كما كان له دور بارز منذ سبعينيات القرن الماضي في التزام آلاف الفتيات والنساء المسلمات على امتداد محافظة الإسكندرية والمحافظات المجاورة، بالحجاب الإسلامي.
تم اعتقاله عقب مقتل السادات عام 1981م ومكث فى السجن لمدة عام، واعتقل في عهد مبارك في القضية 11عسكرية لعام 1995م وحكم عليه بالسجن 3سنوات ، كما اعتقل مرة أخري عام 2003م عندما كان رئيسا لمكتب إداري الإسكندرية مع جميع أعضاء المكتب، فى أعقاب فعاليات الاعتراض على الغزو الأمريكى للعراق.
بعد الانقلاب العسكري عام 2013م لم يغادر الإسكندرية، وظل ماكثا في بيته ثابتا على دعوته، داعيا إلى الله وموجها الشباب إلي مواصلة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان له دو كبير في إقناع الشباب بعدم الانجرار إلى التكفير أوالعنف مهما لحق بهم من إيذاء ، التزاما بمبادئ دعوة الإخوان.
وجماعة ” الإخوان المسلمون ” تتقدم بخالص العزاء والمواساة لعائلته الكريمة وإخوانه وتلامذته ومحبيه في كل مكان ، سائلين الله عزوجل أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء ، كما تدعو الله سبحانه وتعالى أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا : ” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي” (الفجر: ٢٧ – ٣٠ ).
إنا لله وإنا إليه راجعون
جماعة “الإخوان المسلمون ”
الجمعة 15 ذو القعده 1442هـ – 25 يونيو 2021م