د. مروة كمال
مملكة كبيرة يسود أركانها أداء متناسق ، وإيقاع متناغم ، وإنتاج يبهر العالم ؛ ذلك أن جميع أفرادها أيقنوا أن لكل دوراً لن يكتمل إنتاج المملكة وتحقيق أهدافها بدونه ، وأنَّ سر تكامل الوظائف وتناغمها لابد أن يعبر جسورا من التواصل تعبر عنها لغات خاصة من التفاهم يتقنها فقط أعضاء المملكة ! تلك هي مملكة الحياة الزوجية .
على أبواب المملكة تمتد جسور متفارقة من الوصال متباينة المعالم والإرشادات ومن ثم النهايات ما بين هناء وشقاء ونعيم وكدر و تآلف وتنافر ، فقط حدد غايتك وإلى أي نهاية تريد ان تصل بمملكتك ومن ثم اسلك الجسر الذي يوصلك إليها .. ولكن اعلم أن جسرا غايته عظيمة لابد أن يكون بذله أعظم ، وأن جسر الشقاء لن يوصلك أبدا إلى الهناء !
وها هي بعض العلامات واللافتات الخاصة بكل طريق وجسر من جسور الوصال:
☆☆ لافتات على جسر الوصال الشقي ☆☆
تأكدا أنكما إذا اتبعتما تلك اللافتات ، ستصلان إلى مراحل متقدمة من الفتور يعقبه انفصال نفسي فعاطفي فجسدي ، فانفصال كلي ، فمملكة متهاوية على عروشها .
¤ اسمع ثم تجاهل وكرر أخطاءك .
فذلك سيصيب العلاقة بينكما بركود تدريجي يعقبه تحنط أو موات ، وليس أصعب من أن تعيشا معا كأجساد محنطة بلا روح !
وهذه بداية طريق ” الانفصال النفسي والعاطفي ” ، وما أشق نهايته !
¤ كن غامضاً ، تكتنز العديد من الأسرار .
فحتما ستثار الشكوك حولك ، ويفقد شريكك الثقة بك شيئا فشيئا .
¤ استخدم أسلوبا حادا ، وكلمات جارحة ، وانقد الذات لا الأفعال .
فلم يلبث أن يتحول الوصال بينكما إلى تناحر وهجوم وتراشق ومن ثم غضب فضيق فعزم على عدم تكرار تجربة الحوار .
¤ لا تتحدث ظنا بأن الطرف الآخر يفهم كل ما بداخلك .
فتتراكم العتابات ويزداد الشحن السلبي ، والافتراضات السلبية لسيناريوهات غير موجودة ، فليس أفضل من المصارحة في حينها .
¤ احتقر أفعال شريكك ، وسفه آراءه .
وهذا هو الطريق المباشر نحو ” الصمت الزوجي ”
¤ بعد الحوار ، اترك شريكك وحيدا ، مدعيا الغضب .
صدقني لن يواجهك بشيء اعتل في نفسه بعد ذلك أبدا .
☆☆ علامات على جسر الوصال الهني ☆☆
اتفقنا في البداية أن للوصال الفعال لغات خاصة لا يتقنها إلا أعضاء المملكة السعيدة ، فالوصال الحسن ناتج عن أفكار متناغمة تغلفها محبة ومودة وأهداف مشتركة ، ولوصال أخصب وحوار أثرى .. اهتم بما يهتم به شريك حياتك .
وها هي بعض علاماته وأفكاره الإبداعية :
● يوم أسري : مخصص فقط للزوجة / للزوج ، تفرغ كامل من أجل إسعاده قد تكون فسحة أو جلسة سمر أو ..
هذا من شأنه أن يعزز التوازن المفقود بين مجالات الحياة المختلفة .
على أن يكون الوقت الذي تقضيانه سويا وقتا ” كيفيا ” لا ” كميا ” لا يحتسب بعدد الساعات وإنما بما حققه من أهداف .
● ضعا “وثيقة أهداف ” مشتركة لحياتكما الزوجية ، تتهاوي على عتباتها المشكلات الصغيرة ، وترتقي بحياتكما إلى أعلى درجات الوصال وأرقاها منزلة .
● وجه شريكك إلى فعل حسن ترجوه ، ولا تنتقد أفعاله نقدا لاذعا ، فاختيار الكلمات المناسبة فن إن لم تكن تجيده فتعلمه .
● أبناؤكما ” قضية مشتركة” بينكما ، فتعاونا واجتهدا وأبدعا واستثمرا في تربيتهما .
● استثمرا في ” بنك الحب ” الزوجي ، بعض التنازل إن لم يضيرك شيئا فهو مرجو ، فقط تنازل تكتسب ثقة عميقة ورصيدا وفيرا في بنك الحب الزوجي .
● تبركا ببركة ” العبادة الجماعية ” : ورد قرآن يومي مشترك ، أو صلاة قيام ، أو ..
● اجعلا لكما نصيبا ولو أسبوعيا في اليوم الأسري مثلا من القراءة المشتركة لكتاب في مجال يحبه كلاكما ، وحبذا لو كان في مجال الزوجيات أو تربية الأبناء .
● امنح شريكك الأمان والطمأنينة النفسية بالتأكيد على تمسكك به ، وانفراده الدائم بعرش قلبك ، واحتياجك إلى وجوده الدائم بجوارك .
●إتقان ” لغة القرب ” الثناء على طبخة ، الطبطبة عند التعب ، الهدية / الوردة / الرسالة / الاتصال الهاتفي / …
وهكذا فإن الركن الأساسي والعنصر الأولي نحو مملكة زوجية سعيدة ، هو تحديد غايتها فاختيار جسر الوصال المؤدي إليها وتحمل تبعاته والتزام علاماته وقوانينه .
راجية لجميع القراء وصالا هنيا فمملكة زوجية سعيدة ،،،