ثورة القرآن

ثورةالقرآن

ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار.. موت في طاعة الله خيرمن حياة في معصية الله

المصاحف والمسلمون

لم يكن عدد المصاحف عند المسلمين في القرن الأول للهجرة يبلغ عشرمعشارعددهاعندهم اليوم ، وهي الآن لايتلى منهاعشرمعشارماكان يتلى حينذاك ،ومايتلى بتفهم وتدبرلايبلغ عشرمعشارمايتلى بغيرتفهم وتدبر،فلاتعجبن إذا لم يفعل القرآن في نفوس المسلمين في الحاضرعشرمعشارماكان يفعله في نفوسهم في الماضي

حين يساء فهم الدين

حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره ،تصبح العبادة عادة، والصلاة حركات، والصوم جوعاً، والذكر تمايلاً، والزهد تحايلاً، والخشوع تماوتاً، والعلم تجملاً، والجهاد تفاخراً، والورع سخفاً،والوقار بلادة، والفرائض مهملة،والسنن مشغلة.وحينئذ يرى أدعياء الدين،عسف الظالم ينعدلاً، وباطلهم حقًّا، وصراخ المستضعفين تمرداً، ومطالبتهم بحقهم ظلماً، ودعوة الإصلاح فتنة، والوقوف في وجه الظالم ينشرًّا. وحينئذ تصبح حقوق الناس مهدرة، وأباطيل الظالمين مقدسة، وتختل الموازين، فالمعروف منكر، والمنكرمعروف. وحينئذ يكثراللصوص باسم حماية الضعفاء،وقطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين، والطغاة باسم تحريرالشعب، والدجالون باسم الهداية والإصلاح ، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب.

أثر الايمان الحق بالقرآن على السلوك

من آمن بوجود الله  لم يكن من المتحيِّرين، ومن آمن برحمته لم يكن من اليائسين، ومن آمن بحكمته لم يكن من المترددين، ومن آمن بجبروته لم يكن من المتمرِّدين، ومن آمن بمراقبته لم يكن من المخادعين، ومن آمن بدينونته لم يكن من المنحرفين. ومن آمن برزقه لم يكن من الطامعين. ومن آمن بعدالته لم يكن من الظالمين،ومن آمن بوعده لم يكن من المتقاعسين،ومن آمن بوعيده لم يكن من المخالفين،ومن آمن بذلك كله كان من عبادالله المقرَّبين.

(طسم , تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ , نَتْلُوعَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِ ّلِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ , إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْض ِوَجَعَل َأَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ , وَنُرِيدُ أَن ْنَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ , وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص:1-6) .

تقرأهذه الآية الكريمة فترى كيف يطغى الباطل في صولته ويعتز بقوته ، ويطمئن إلى جبروته ويغفل عن عين الحق التي ترقبه ،حتى إذا فرح بما أوتي أخذه الله أخذعزيزمقتدر، وأبت إرادة الله إلا أن تنتصرللمظلومين وتأخذ بناصرالمهضومين المستضعفين فإذا الباطل منهارمن أساسه وإذا الحق قائم البنيان متين الأركان وإذا أهله هم الغالبون ، وليس بعد هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات كتاب الله عذرفي اليأس والقنوط لأمة من أمم الإسلام تؤمن بالله ورسوله وكتابه.

فمتى يتفقه المسلمون في كتاب الله؟

القرآن والمؤمنون

تأثيرالقرآن في نفوس المؤمنين بمعانيه لابأنغامه ،وبمن يتلوه من العاملين به لابمن يجوده من المحترفين به ، ولقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم ، وسيطروا به على العالم يوم سيطرتم بادئه على أخلاقهم ورغباتهم، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى

أدب القرآن

أدب القرآن هوأدب الحياة المناضلة بشرف ، البناءة بسمو، المكافحة بتفاؤل ، المدافعة ببأس ، المهاجمة بحق، المتعاملة بحب،المتعاونة بوفاء،المرحة بوقار،المتنعمة باعتدال،العزيزة بتواضع،القوية برحمة،العاملة بقناعة،المترئسة بشورى،المرؤوسة بيقظة،الحاكمة بحزم،المسالمة بحذر،المتحضرة بخلق،المتعبدة بعلم،الماشيةعلى الأرض ونظرها في السماء،السائرة في الدنيا نحوالعلاء،وفيالآخرة نحوالبقاء،فأي أدب في آداب الأمم يهدف هذه الأهداف؟وأي جيل في العالم أكرم من جيل يتخلق بهذاالأدب؟

القرآن سلاح معطل

القرآن في أيدي المسلمين كالسلاح في أيدي الجاهلين،سلاح معطل لايستعملونه للدفاع ولاللهجوم،ولاللهدم ولا للبناء، ولاللأخذ ولا للعطاء، وهوصالح لذلك كله وأكثرلوكانوا يعلمون!

جناية الضعيف على الحق

يوم كان المسلمون أقوياء بالقرآن أقبل الناس عليه من كل حدب يتدارسونه ويتعلمون لغته، فلما ضعفوا بضعفه في نفوسهم،كانوا هم أول من أعرض عن دراسته وتعلم لغته،وهكذا يجني الضعيف على نفسه وعلى الحق الذي يحمله.

ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار

..

موت في طاعة الله خيرمن حياة في معصية الله

وفي جزء من حديث طويل أخرجه الطبراني في الكبيرمن حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خذواالعطاء مادام عطاء، فإذا صاررشوة في الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه يمنعكم الفقروالحاجة، ألاإن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار،ألاإن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقواالكتاب،ألاإنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم مالايقضون لكم إن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا: يارسول الله كيف نصنع؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم نشروا بالمناشيروحملواعلى الخشب،موت في طاعة الله خيرمن حياة في معصية الله