محمد عبد القدوس:
لست مع أي من الطرفين! هؤلاء الذين زعموا أن مفيش حاجة أبدا حدثت في مصر خلال الأيام الماضية!! كما أنني لا أوافق على من قال إن الاحتجاجات المحدودة التي شهدتها المدن المصرية بداية لانتفاضة كبرى!
وفي يقيني أن هناك ثلاث عقبات تحول حاليا دون تكرار مشاهد ثورة يناير المجيدة من جديد.
وأولها الخوف من المجهول! فقد نجحت ثورتنا العظيمة التي قامت عام ٢٠١١ في الإطاحة بالرئيس مبارك، لكن بلادي وقعت بعدها في فوضى عارمة وافتقاد الأمن من قبل الثورة المضادة التي عملت على هدم مصر على رؤوس أهلها، وساعد على ذلك اختلاف الثوار فيما بينهم!
وبعد الإطاحة بالرئيس الشرعي محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب للبلاد بحق وحقيقي حدث ما لم يخطر على بال الكثيرين ممن سعوا إلى إسقاطه حيث كان البديلَ حكم عسكري لم تشهد له بلادي مثيل من قبل، وعسكرية المجتمع وسيطرة الجيش على كل مرافق الحياة.
وهذا ينقلني إلى العقبة الثانية لأقول إن انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت قبل ثورة يناير “ولا حاجة” وتعتبر مجرد مخالفات إلى جانب الجنايات التي ترتكب في حق شعبنا في العصر الحالي، حيث فاق عدد المعتقلين أي عهد آخر، فالقبضة البوليسية شديدة الوطأة وسجناء الرأي تراهم من مختلف الاتجاهات، ولا يقتصر ذلك على التيار الإسلامي والنشطاء السياسيين الآخرين، بل تجد أعدادا لا بأس بها كل جريمتهم الكتابة على مواقع التواصل الإجتماعي، وصدق أو لا تصدق وفي السجون قيادات “الألتراس” من الأهلي والزمالك! فالاحتجاجات وسط هذه الأجواء صعبة جدا!
ومما يزيد من الصعوبة العقبة الثالثة وهي الأهم وتتمثل في تفكك قوى المعارضة على اختلاف أنواعها. فهي في أضعف حالاتها على الإطلاق! وبديهي أنه لا يمكن أن يكون هناك تحرك شعبي منظم حقيقي في الشارع دون قيادة له، وثورة ٢٠١١ العظيمة سبقتها تجمعات سياسية فاعلة مثل حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير ولا للتوريث، وشباب ٦ أبريل والآن الحركة السياسية ماتت!
والأحزاب الموجودة في الساحة لم يعد لها قيمة، والأمن قبضته حديدية على الإعلام والحياة السياسية كلها.
وإوعى تظن حضرتك أن كلامي دعوة إلى اليأس والقنوط وأن نستسلم، لكن علينا تغيير أنفسنا والأخذ بالاسباب وربنا يساعدنا في كل خطواتنا، وصدق القرآن الكريم “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.