رواتب مديري مدارس الإخوان المتحفظ عليها تكشف فساد وزير التعليم
الاثنين – 20 ديسمبر 2021
أثار قيام المحامي عمرو عبد السلام، بنشر عقد تعيين مدير لإحدى مدارس 30 يونيو التي كانت تابعة لجمعيات قريبة من الإخوان المسلمين سابقًا، التي تديرها وزارة التربية والتعليم، أزمة للمسؤولين بوزارة التربية والتعليم، بعدما تبين أن الراتب الشهري للمدير بلغ 50 ألف جنيه، صافية الضرائب، وهو مبلغ ضخم مقارنة برواتب المعلمين في باقي المدارس الحكومة، التي لا تتجاوز أربعة آلاف جنيه لمن قضى في مهنة التدريس قرابة 20 سنة.
وتحفظ نظام السيسي على مدارس الإخوان وعددها 120 مدرسة خاصة ودولية، بأحكام قضائية مزيفة متتابعة، من خلال لجنة شكلها التظام الانقلابي بوزارة العدل لإدارة “الكيانات الاقتصادية للإخوان”، تحت مسمى “لجنة التحفظ على ممتلكات الإخوان”، لكن وزارة التعليم تدير هذه المدارس فنيًا، ويحق لها تعيين المعلمين ومديري ووكلاء المدارس، وتحدد رواتبهم.
وقد رد وزير التعليم معترفا بما قاله المحامي، لأنه نفي الصرف من موازنة الدولة ولكن من موازنة مدارس الاخوان، ما يجعل الجريمة أكبر، لأنه يجري نهب أموال الاخوان علنا بحجة إدارتها.
وقال الوزير، عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك” محذرا المحامي الذي كشف الفضيحة بدعوي أن “هذا يخالف القانون لأن جميع مدارس الإخوان والمسماة حاليا (مدارس ٣٠ يونيو) يحظر بها النشر بتاتا ويعاقب عليه القانون وسوف يعاقب عليه القانون عاجلا”!.
وبرر الرواتب الضخمة لمسئولي هذه المدارس بان مدارس ٣٠ يونية (الاخوان) هي مدارس خاصة ودولية بمصروفات، شأنها في ذلك شأن كافة المدارس الدولية المنافسة لها في مصر، وتخضع في إشرافها ماليا للجنة التحفظ بوزارة العدل، وفنيا لوزارة التربية والتعليم، والعاملين فيها يتقاضون ذات المرتبات التي يتقاضها العاملون بالمدارس الدولية المنافسة”.
وأثار مبلغ الـ 50 ألف جنيه شهريًا، حفيظة الكثيرين على منصات التواصل الاجتماعي، وقارنوه بما يتحصل عليه المعلمون الذين تم الاعتماد عليهم لسد العجز في المدارس الحكومية، إذ تمنحهم المدرسة 20 جنيهًا عن الحصة الواحدة، وهناك متطوعون للعمل كمعلمين، لا يتقاضون جنيهًا واحدًا، ويوقعون على إقرارات بذلك قبل التدريس.
وأكد مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم، أن مدير المدرسة الدولية صاحب الأزمة، يحصل بالفعل على 50 ألف جنيه شهريًا، لكن هذه طبيعة رواتب مديري المدارس الدولية في مصر، وإذا تم تعيين شخص آخر، بأقل من هذا الراتب، سيكون بلا خبرة ولا يمتلك كفاءة العمل لإدارة كيان تعليمي دولي، تصل مصروفات الطالب فيه سنويًا، إلى 80 ألف جنيه.
وحول الاتهامات التي تداولها البعض على منصات التواصل، بأن الوزارة تعبث بأموال المدارس التي انتزعت من الإخوان، قال المصدر، إن مدير المدرسة المشار إليه، وهي مدرسة منارة المستقبل بحي المقطم بالقاهرة، كان يحصل على 60 ألف جنيه من مدرسة دولية سابقة، ويتم إعفاء أولاده من المصروفات كاملة، إضافة لهذا الراتب، وسبق وعمل مستشارًا تعليميًا في السعودية لمدرسة دولية براتب شهري يساوي 90 ألف جنيه، أيّ أنه يتحصل على أقل مما كان يتقاضاه قبل العمل في مدرسة تابعة للوزارة.
وأكد المصدر أن المحامي الذي نشر هذه المستندات، خالف القرارات الوزارية، لأنه محظور تداول أية وثائق تخص مدارس 30 يونيو، ونشرها على العامة، ويحق للوزارة مقاضاته على ذلك، لافتًا إلى أنه تم كشف هوية من سرب هذه المستندات إليه، وهو موظف بالمدرسة.