بسم الله الرحمن الرحيم
“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” {الأحزاب: 23}
لقد جمعت عصابة الانقلاب بين سفك الدماء الزكية، والفجور في الكذب، والإغراق في الضلال حتى زعموا بخيالهم المريض ونفوسهم الخربة أنهم تبادلوا إطلاق النار مع الشهيدين بإذن الله الدكتور محمد كمال عضو مكتب الإرشاد ،والدكتور ياسر شحاتة، وذلك كذب بواح ؛ يدل على أن هذه العصابة أصيبت بالهوس وفقدت صوابها وأيقنت بقرب نهايتها.
ما يعرفه القاصي والداني، أن الدكتور محمد كمال لم يستخدم السلاح في حياته وكذالك الدكتور ياسر شحاته، ويأبى الله إلا أن يفضح كذب هذه العصابة الانقلابية المجرمة التي استباحت دماء المصريين، وانطلقت تهدرها دون توقف بعد أن أعلنوا الاعتقال في صحفهم قبل أن يرتكبوا هذه الجريمة النكراء.
لقد دأب مجرمو الداخلية على الخروج علينا، بين الحين والآخر بتصوير معركة وهمية للتغطية على قيامهم بتصفية الثوار من أبناء هذه الأمة، حتى تخلو لهم البلاد التي أهلكوا فيها الحرث والنسل وعاثوا فيها فسادا .
ونحن إزاء تلك الجريمة المنكرة نردد قول ربنا سبحانه وتعالى: “كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..” {آل عمران: 185}، “.. لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ” {الرعد: 38}، “إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” {آل عمران: 140}.
إننا نؤمن أن الشهيدين قد استوفيا أجلهما الذي قدره الله سبحانه، ورزقهما الشهادة لينعما بالدار الآخرة ولكن ستظل لعنات دمائهما ودماء من سبقوهم تطارد الذين تورطوا فيها ، سواء من أصدر الأمر أو أعان عليه أو شارك في تنفيذه بل وحتى من سكت راضياً به .
إن جموع الشعب المصري إن لم تهب للتخلص من تلك العصابة الانقلابية المجرمة، نخشى أن تعم الجميع العقوبة : “وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” {الأنفال: 25}.
فاللهم انتقم لإخواننا وأرنا في المجرمين وأعوانهم وداعميهم آيات انتقامك، فقد غرهم حلمك فأرنا فيهم غضبك …اللهم وتقبل كل شهدائنا مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
إن ثقتنا بنصر الله لا تتزعزع ، وإن القصاص العادل للشهيدين ولكل الشهداء قريب بإذن الله.
عزاؤنا لأسرتي الشهيدين، ولكل إخواننا وأخواتنا.
والله أكبر ولله الحمد
دكتور/ محمود حسين
الأمين العام لجماعة “الإخوان المسلمون”
الثلاثاء 3 محرم 1438هجريا، الموافق 4 أكتوبر 2016 م.