بيان من جماعة “الإخوان المسلمون” حول نتائج القمة العربية
“يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” ( الأنفال – 24).
تابعت جماعة “الإخوان المسلمون” أعمال القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين المنعقدة في الأردن يوم الأربعاء غرة رجب 1438 هـ الموافق 29 مارس / آذار 2107 م فلم تجد فيها – كما في سابقاتها – ما يحقق آمال الشعوب العربية التي تعاني بعضها من ويلات القهر في ظل بعض الحكومات المستبدة ، وغابت عنها أية إشارة إلى معاناة الشعوب المقهورة، فضلا عن السماح بحضورها لسفاحين قتلة ممن انتزع السلطة غصبا ويسفك دماء شعبه ليل نهار.
لقد تجاهلت القمة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني الغاصب، سوى من إدانة خجولة لتسريع عملية الاستيطان، في تغافل كامل للحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني على كامل أرضه.
والجماعة إذ ترفض البيان المتواضع الصادر عن هذه القمة لتؤكد على عدد من الثوابت التي لا مجال للمزايدة على الجماعة بشأنها ومن ذلك:
– تؤكد الجماعة على مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية التي تعدها قضية الأمة الإسلامية المحورية وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله وتحرير فلسطين – كل فلسطين – من الاحتلال الصهيوني الغاصب، وهو الحق الذي تكفله كافة المواثيق والقوانين الدولية.
– تؤكد الجماعة على انحيازها الكامل لحقوق الشعوب العربية وفي مقدمتهم الشعب السوري والعراقي واليمني والليبي، وكافة شعوب العالم المستضعفة من أجل الحصول على حريتها وحقها في حكم ديمقراطي يحقق لها الكرامة الإنسانية والتقدم والرقي، كما تؤكد مساندتها لكفاح الشعوب ضد دكتاتورية الحكومات المستبدة.
– تؤكد الجماعة على حق الشعب المصري في استمرار ثورته السلمية ضد الانقلاب الدموي حتى استعادة كامل حريته في اختيار نظام حكمه واسترداد حقوقه الشرعية المغتصبة التي تجلت في خمسة استحقاقات انتخابية حرة شهد العالم كله بنزاهتها وهي حق لا مراء فيه ولا مجال لمصادرته أو القفز عليه إلى غيره ، ويحق للجماعة أن تبذل كل جهودها في تحقيقه بكافة الطرق السلمية.
– تؤكد الجماعة أنها تنطلق في تعاملها مع الشعوب ومع السلطة السياسية في عالمنا الإسلامي من منطلقات فكرية واضحة، وفي القلب منها الاعتقاد بأن مجتمعاتنا مجتمعات مسلمة، فلا نكفر حاكما أو محكوما ، ولكننا نرفض الظلم مهما كان مصدره فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر دون أن نتورط في العنف المرفوض.
– وتؤكد الجماعة على أن أي محاولة لإلصاق تهمة الإرهاب أو ممارسته بها، هي محاولة يائسة للهروب من نتائج استحقاقات ديمقراطية عجز أصحابها على نيلها من خلال صناديق الاقتراع ويحاولون أن يستعيضوا عنها بافتراءات يدرك القاصي والداني براءة الجماعة منها.
لقد ظلت جماعة “الإخوان المسلمون” وفية لشعوبها محافظة على حقها في الحرية والكرامة وضحت من أجل ذلك بالغالي والنفيس ودفعت ومازالت تدفع الكثير من حرية أبنائها ودمائهم وأرواحهم ، دون أن تتخلى عن منهجها السلمي ولا عن واجبها في النصح والإرشاد والتوعية والصبر على الأذى إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
” قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ” ( يوسف -108 ).
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون
الخميس 2 رجب 1438هـ ، الموافق 30 مارس 2017م