حول اختطاف فضيلة القائم بأعمال المرشد العام
بسم الله الرحمن الرحيم
“يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ” (براهيم: 27).
مع فجر يوم الجمعة التاسع من المحرم 1442هـ الموافق 28 أغسطس آب 2020 م أصدرت وزارة داخلية الانقلاب العسكري بياناً أكدت فيه خبر اختطاف الأستاذ الدكتور محمود عزت إبراهيم القائم بأعمال فضيلة المرشد العام للجماعة والأستاذ بكلية الطب – جامعة الزقازيق، وذلك من خلال عملية أمنية تم اعتقاله على إثرها، وذلك بعد سبع سنوات من البحث عن محل تواجده، وادّعت خلالها أجهزة الانقلاب الأمنية وأبواقه الإعلامية وجوده في أماكن شتى داخل مصر وخارجها.. ثم كالعادة جاء بيان داخلية الانقلاب ليعلن أن الاعتقال تم في محل سكنه في التجمع الخامس بشرق مدينة القاهرة، وهو ما يؤكد كذب وزيف الاتهامات التي حملها البيان بإشرافه على عمليات إرهابية! وسبقتها صدور عدة أحكام بالإعدام والمؤبد على فضيلته من قضاء تعلم الدنيا كلها فساده وتبعيته الكاملة للانقلاب الغادر.
وقد عرفت سجون مصر الدكتور محمود عزت في شبابه خلال حكم عبد الناصر ثم في عهد مبارك حيث نالته أحكام عسكرية ظالمة لمدد تقارب العشرين عاما لم يثبت عليه خلالها غير التزامه بقول الله سبحانه وتعالى “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..”.
وتُحمّل جماعة الإخوان سلطات الانقلاب في مصر كامل المسئولية عن حياة وسلامة الدكتور محمود عزت، فهو مصاب ببعض الأمراض المزمنة وقد اشتد عليه المرض قبل أسبوع من اعتقاله إضافة إلي تقدمه في العمر ( 76عاما )، كما تحملها المسئولية الكاملة عن سلامة جميع المختطفين في سجونها.
وتناشد الجماعة العالم بمنظماته الحقوقية والقانونية والإنسانية سرعة التحرك لوقف العدوان المتواصل على حقوق الإنسان داخل سجون مصر دون وازع من إنسانية أو رادع من قانون.
وتؤكد جماعة الإخوان أن أعمالها تسير بانتظام وأنها ستظل ثابتة على مبادئها، ماضية على طريق دعوتها بالحكمة والموعظة الحسنة في خدمة وطنها ودينها، دون توقف أو تردد أو وجل، ولن تحيد أو تضل عن طريقها الواضح وخطها الثابت مهما كانت التضحيات والتبعات، كما ستظل على عهدها فى مناهضة الظلم والظالمين، وتبني حقوق الشعب المصري العادلة.
وإن القاصي والداني يعلم الدور التاريخي الذي قام به فضيلة الدكتور محمود عزت سواء في رسائله العامة للرأي العام أو توجيهاته لجموع الإخوان بالتصدي لبعض الآراء التي كانت تنادي بالرد على شطط أجهزة الأمن وقتلها بدم بارد المئات من الشباب المصري، وفي نفس الوقت ظل بتوجيهاته حارساً لمبادئ الجماعة وسلميتها في مواجهة الظلم والظالمين دون أن تلين له قناة.
وتجدد جماعة الإخوان العهد أمام الله سبحانه وتعالى بمواصلة العمل والدفاع عن الدين والأوطان وخدمة الشعوب بما تعاهدت وتربت وسارت على طريقه أجيال كانت وستظل الإضاءات الباقية في هذا الزمان وفي كل وقت وحين..
“وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ”(إبراهيم -12).
الإخوان المسلمون
الجمعة ٩ محرم ١٤٤٢هـ؛الموافق ٢٨ أغسطس ٢٠٢٠م.