بيان التحالف الوطني عن: ( آثار النظام الإنقلابيّ على الدين الإسلاميّ )

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان التحالف الوطني

عن: آثار النظام الانقلابيّ على الدين الإسلاميّ

لم يكن الانقلاب العسكريّ انقلابا على شرعية رئيس منتخب وعلى ثورة قام بها شعب وَحَسْب؛ وإنّما كان انقلابا على قيم المجتمع المصري، وعلى هويته وثوابته الثقافية والحضارية؛ وَلِمَ لا وهو الانقلاب الذي كانت ترعاه إسرائيل ومن يدور في فلكها من صهاينة العرب؟!

لذلك لا نعجب عندما نرى السيسي قائد الانقلاب يقود بنفسه عملية تزوير وتزييف وعي الشعب المصريّ بدينه وبهويته الإسلامية، وينادي بإلحاح شديد بما سماه التجديد، وما أراد التجديد وإنما أراد التضييع والتبديد، فها هي قنوات إعلام العار تصل الليل بالنهار لتحقق للطاغية مراده ومرادها، ها هي إذْ تضيق على الدعاة والعلماء وتقهرهم تفتح المجال بكل رحابة لكل زنديق يطعن في الإسلام، وها هي لا تترك فرصة دون أن تنتهزها للنيل من الأزهر الشريف واتهامه بالجمود وبرعاية التطرف والإرهاب، وتطالبه بتغيير المناهج التعليمية والخطاب الدعوي؛ ليس بما يحقق للعلم الشرعي انتشاراً وإنما بما يزيده ضياعا واندثارا، ناهيك عن ترويج الرذائل وخنق الفضائل، وغير ذلك مما بدا واضحا للعيان.

    ولقد بلغ الأمر إلى حدّ الاستطالة على بيوت والله واستساغة هدمها تحت مبررات كثيرة مفتعلة تظهر بجانبها الرغبة المحمومة في هدم بيوت الله، ثم لم يكتف السيسي بهذا حتى بلغ به الأمر أن يحرض أوربا والغرب على ملاحقة المساجد ومراكز الدعوة هناك، بل ويتحدى مشاعر المسلمين بزيارته لماكرون في أوج اشتداد أزمة الرسوم المسيئة، تلك الزيارة التي استحق بها أعلى وسام في فرنسا يقدمه له ماكرون.

    وإنّ التحالف الوطنيّ – إذ يتابع ذلك كله عن كثب – يحذر النظام الانقلابيّ من غضبة الشعب المصريّ المسلم، الذي لا يبيع دينه بدنياه، والذي إن ساغ له أن يصبر على ما حل عليه من بلاء في عيشه لا يمكن أن يستسيغ البلاء في دينه وعقيدته، ويدعو الشعب المصريّ إلى الاعتصام بحبل الله المتين والتمسك بالعروة الوثقى، وعدم الانجرار وراء هؤلاء الفجار.

    وليعلم هذا النظام وجميع من يدعمه ولتعلم سائر الأنظمة المستبدة الظالمة المحاربة لدين الله ولخلق الله، ليعلموا جميعا أن الأيام دول؛ (وتلك الأيام نداولها بين الناس) ولتعلم الشعوب أنّ مدافعتها للأنظمة الفاسدة هو الضمانة الوحيدة لاستمرار الأذان والصلوات وشعائر الدين؛ (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا).

    وإذا كانت ثورة يناير قد قُضي عليها وعلى جُلِّ مكتسباتها، فإنّه قد بقي منها مكتسب واحد لم ولن يضيع، ألا وهو عشق الحرية، سيظل هذا المكتسب طاقةً مدفونة وقوة مكنونة؛ تنتظر من يبعثها وتترقب اللحظة السانحة، ولسوف تأتي، ويومها لن تغني عن المجرمين فئتهم ولو كثرت، لأنّ الله مع المؤمنين، (وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون).