حذَّر رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، يحيى السنوار، الاحتلال الصهيوني “من ارتكاب أي حماقة”؛ وذلك ردًّا على تهديدات وزير الأمن الداخلي بالكيان الصهيوني، جلعاد إردان، بشن حرب موسعة على قطاع غزة، مدعيًا أن الحل في غزة سيكون عبر معركة عسكرية واسعة تشمل دخول القوات البرية إلى القطاع.
تهديدات إردان جاءت في حديث مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أن ذلك يتطلب اختيار التوقيت المناسب وعنصر المفاجأة لمباغتة الجانب الآخر.
وفي السياق ذاته، قال وزير الطاقة بحكومة الاحتلال الإسرائيلي يوفال شطاينتس: إن (إسرائيل) قد تضطر للخروج إلى عملية عسكرية واسعة تشمل القضاء على قادة “حماس”، ومن بعدها تتجه نحو اتفاق تسوية. أما وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس فقد قال: إن غزة بدأت تتحول إلى مليشيات إيرانية، وهذا يقرب من ساعة الحسم، على حد تعبيره.
من جانبه، أعلن يحيى السنوار، مساء الاثنين، عن وجود ما لا يقل عن سبعين ألف مسلح من الحركة وفصائل أخرى في القطاع، محذرًا إسرائيل من “ارتكاب أي حماقة”. وأضاف السنوار، خلال لقاء نظمته “حماس” مع مجموعة من الشباب في مدينة غزة، أن “هناك نحو 70 ألف شاب تحت السلاح في كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي) وسائر فصائل العمل المسلح والأجهزة الأمنية”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها قيادي في حماس عن أعداد المسلحين في القطاع. حيث أضاف السنوار: “إذا فكر الاحتلال بدخول غزة سيخرج شبابنا من باطن الأرض بمضادات دروع صنعت في غزة، والصواريخ التي ستحول مدن الاحتلال إلى مدن أشباح إذا ارتكب الاحتلال حماقة”. وتابع “لدينا مئات الكيلومترات من الأنفاق وآلاف الكمائن ومضادات الدروع والقذائف الصاروخية التي صنعت في غزة”.
وقال السنوار: “أبلغنا الوسيط (لم يذكره بالاسم) أننا سنضرب تل أبيب على مدار ستة أشهر كاملة إن استمر تضييق الخناق على قطاع غزة، فبدأت الاتصالات تنهال علينا لحل الأزمة الإنسانية في القطاع”. وتابع موجها كلامه للأحزاب الإسرائيلية “شعبنا لن يصبر أكثر على استمرار الحصار، إذا لم تكن قضية حل مشكلة غزة الإنسانية رقم واحد على جدول أعمالكم فتجهّزوا لشيء كبير”.
ونفى يحيى السنوار، رئيس حركة “حماس”، وجود أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن أسراها لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، وقال في تصريحات للجزيرة: إنه ليس هناك أي تقدم في هذا الملف، وأضاف أنه إذا أراد الإسرائيليون إحداث اختراق في هذا الملف فهم يعرفون أنه يجب أن يدفعوا الثمن.
“3” حروب سابقة على غزة
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد شن 3 حروب على قطاع غزة منذ سنة 2008م، لأهداف قالت إسرائيل إنها تتعلق بوقف الهجمات الصاروخية، وتدمير قدرات المقاومة الفلسطينية التي تعرض أمنها للخطر.
الحرب الأولى (2008)، وبدأت في 27 ديسمبر 2008، أطلقت عليها إسرائيل اسم “الرصاص المصبوب”، فيما أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسم “حرب الفرقان”. واستمرت إلى “21” يومًا، (انتهت في 18 يناير 2009.(
والحرب الثانية (2012)، وبدأت بعدوان إسرائيلي في 14 من نوفمبر 2012، أطلقت عليها اسم “عامود السحاب”، فيما أطلقت عليها حركة حماس “حجارة السجيل”، واستمرت لمدة 8 أيام، بتدخل من الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي هدد الصهاينة بغضبة مصرية.
والحرب الثالثة (2014)، وبدأت بعدوان إسرائيلي في السابع من يوليو 2014، أطلقت عليها اسم “الجرف الصامد”، فيما أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسم “العصف المأكول”، واستمرت “51” يوما، (انتهت في 26 أغسطس 2014).