عبر الصحف العبرية وصحف المخابرات العربية ك”الأخبار اللبنانية” ينشر الصهاينة ما يزعم أنها مراحل الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي أعلن بنيامين نتنياهو عن اجتماع مرتقب اليوم الأحد لأعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت” لبحث مقترح “تسوية” يقود إلى تهدئة في قطاع غزة، يتوسط فيه بين “حماس” والصهاينة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف ومصر ممثلة بجهاز المخابرات العامة.
ويزعم الصهاينة أن “الكابينت” يناقش مراحل الاتفاق على أن تكون المرحلة الأولى: فتح المعابر وتخفيف الحصار، والثانيةك تنفيذ “المصالحة” وإجراء انتخابات، والثالثة: ربط اقتصادي بمصر، والرابعة: هدنة وتبادل أسرى.
فكان قدر أهل غزة أن يكونوا بين النتن وعباس والسيسي!، بحسب الكاتب الفلسطيني إبراهيم الحمامي.
غير أن الحمامي أوضح أن هذه المراحل مبنية على توقعات وتكهنات مصدرها الإعلام العبري الذي يبث الخبر ونقيضه..مضيفا أن “وفد حماس الذي وصل غزة أمس يجتمع ويلتقي ويناقش بصمت، وتهدئة أو صفقة أو هدنة؟أم مواجهة مفتوحة؟، لم يحسم الأمر بعد، لكن النتيجة النهائية قريبة وقريبة جدا..”.
ضغوط المخابرات
وكشف الصحفي الفلسطيني والإعلامي بقناة الجزيرة تامر المسحال أن وفد حماس القادم من القاهرة بقيادة صالح العاروري يدخل غزة بعد ساعات من التأخير المتعمد والمعاملة السيئة والتفتيش الدقيق والاستفزازي الذي تعرض له الوفد من السلطات المصرية في معبر رفح”، وتساءل “فهل ما جرى رسالة ضغط مصرية على حماس أم حادث منعزل علها الايام القادمة تبوح بالتفاصيل”.
من جانب مواز، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى -بحسب عربي 21-عن تفاصيل جديدة حول الورقة التي قدمتها المخابرات المصرية لحركة حماس، والتي قد تنسف التوافقات الأخيرة بين الجانبين.
وأضافت الموقع أن الورقة الجديدة التي قدمتها المخابرات المصرية لحركة حماس مغايرة تماما للورقة التي وافقت عليها الحركة وأعلنت موافقتها على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.
الإسماعيلية وسيناء
من جانب آخر، جاءت مزاعم مراحل الاتفاق، كما ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، أن مقترح التهدئة مع حركة حماس، يشمل رفع الحصار، وانشاء ميناء خاص بغزة في منطقة الإسماعيلية بالأراضي المصرية.
وبحسب الصحيفة، يشمل مقترح التهدئة، فترة وقف إطلاق نار تستمر لمدة خمس سنوات، يتم تنفيذها على مراحل، بحيث تكون المرحلة الأولى فيها وقف الطائرات والبالونات الحارقة.
وستبدأ المرحلة الأولى بحسب معاريف خلال أسبوع، وتضمن هي إنهاء التظاهرات على الحدود، ووقف ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة وعمليات اختراق الحدود، مقابل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، وفتح معبر رفح بصورة دائمة.
وأضافت “معاريف”، إن المرحلة الثانية، سيتم خلالها رفع الحصار عن غزة، والسماح بإدخال كافة البضائع التي كانت ممنوعة من قبل إسرائيل للقطاع، وتوفير الكهرباء الإسرائيلية لغزة.
وأبانت الصحيفة، أن المرحلة الثالثة، ستقوم بها الأمم المتحدة، عبر بتنفيذ مشاريع إنسانية للسكان في قطاع غزة، مثل بناء محطة كهرباء في سيناء، ثم إعادة إعمار القطاع.
وزعمت الصحيفة العبرية، أن وفد حماس بغزة سيناقش هذا المقترح اليوم، بينما سيناقش “الكابينت”، نفس المقترح يوم الأحد القادم.
وادعت أن حركة حماس تبدى موافقة على هذا المقترح، وأن شرطها الأساسي في البدء بالتفاوض على قضية تبادل الأسرى، للبدء في تطبيق بنود مقترح التهدئة.
شروط الصفقة
وأبان المحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة أن الشروط المعلنة هي جزء من صفقة القرن وقال على “تويتر”: “التيه الفلسطيني يتواصل. حماس (غزة) تبحث عن خلاص من الحصار، فلا تجد غير شروط سيئة قد تدفع لانفصال يريده الاحتلال، و(فتح) تتباهى برفض صفقة القرن وهي تمضي بتكريس سلطة في خدمة احتلال لا يتوقف عن تصعيد الاستيطان والتهويد.من أوسلو بدأ التيه، وتعمّق بمشاركة حماس بانتخابات سلطته في 2006”.
واستغرب المحلل الفلسطيني عزام التميمي أن “حماس تذهب إلى مصر لفك الحصار وهي من تحاصرهم”.
وعن الشروط والمراحل المعلنة من جانب الصهاينة قال اليوم عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران خلال لقاء مع الفصائل بغزة: “نحن لن نقبل بإقامة دولة في غزة لوحدها، وأمور القطاع لا تخص حماس لوحدها بل الكل الوطني”.
وأضاف “مسيرات العودة محطة عز ونريد كسر الحصار مرة واحد وإلى الأبد وسندفع كل ما يلزم لتحقيق الهدف”.
مؤامرة عباس
وفي أجواء التآمر ضد القطاع، لا يفتقد محمود عباس، فيشيع هو ومسانديه في مصر والإمارات أن لعبة خبيثة تلعبها قطر بتقديم دعم مالي لحركة حماس بغرض الاتفاق مع “اسرائيل” بعيداً عن حركة فتح ولإفشال المساعي التي تقوم بها مصر من أجل توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة مخططات اسرائيل.
فيرد الكاتب الصحفي من غزة أدهم أبو سلمية من أن حركة فتح تقول أن التوصل لتهدئة في غزة مقابل رفع الحصار عنها يعتبر خيانة لأن حماس هي من تقود هذه المفاوضات.
وأضاف أن “العجيب هو أن فتح لا تحارب أصلاً ومنخرطة في تنسيق أمني مع العدو الصهيوني، فهل رفضها للتهدئة يعني أنها تريد استمرار المقاومة؟..أم أنه استعراض ومزاودة وفقط؟”.
استهجان حماس
من جانبها استهجنت حماس في تصريح صحفي صادر عن مكتب الحركة في غزة السلوك السلبي لحركة فتح الذي يهدف إلى قطع الطريق أمام إنهاء معاناة أهلنا في غزة، من خلال هجومها الإعلامي غير المسؤول والمتواصل والذي يهدف إلى قطع الطريق أمام إنجاح أي جهود وطنية ومصرية وإقليمية وأممية لتحقيق الوحدة وإنهاء معاناة غزة وإبقاءها تحت القصف والأزمات والحصار.
وهو ما ذهب إليه ناطقي حماس فوزي أبو برهوم ود. سامي أبو زهري الذي رأى أن هناك تصعيد فتحاوي ممنهج ضد حركة حماس يهدف الي توتير الأجواء وافشال الجهد المصري وعلي فتح أن تتخلى عن عنجهيتها وان تدرك أنها سقطت في الانتخابات وهي مجرد فصيل وأن رئيسها انتهت شرعيته ولا طريق للشرعية الا صندوق الاقتراع أو التوافق”.
وأوضح برهوم أن جهود حماس تهدف إلى تحقيق الأمن والأمان للشعب الفسلطيني بلا حصار وبلا عدوان..