وقد اتهمت مع غيرها باختطاف هؤلاء الأطفال وهتك أعراضهم واستغلالهم جنسيا وإجبارهم على الاشتراك في مظاهرات ضد الحكومة!! وكان ذلك عام 2014! وواضح أن هذه التهم “واسعة” قوي بالتعبير المصري يعني فشنك!! لكن السيسي الذي كان قد وصل إلى سدة الرئاسة استغلها لصالحه، حيث إن “آية حجازي” تحمل الجنسية الأمريكية وأراد حاكم مصر المستبد مضايقة أمريكا بحبس أحد رعاياها انتقاما من “أوباما” وإدارته.. وكانت علاقته بالرئيس الأمريكي السابق متوترة!! ولذلك تم حبس آية حجازي ورفاقها أكثر من مرة خلال هذه السنوات نكاية في العم سام الأمريكي واستخدامها كورقة ضغط، حيث إن الإدارة الأمريكية كانت تطالب دوما بإطلاق سراحهم.
وبعد لقاء السيسي مع الرئيس الجديد “دونالد ترامب” تحول الموقف المصري إلى النقيض! وبعدما كانت المرأة المصرية الأمريكية ورقة ضغط أعيد استخدامها من جديد لتكون كرد جميل على موقف ترامب من “السيسي” الذي أعلن صراحة وهو في أمريكا عزمه على إطلاق سراحها باستخدام سلطاته الرئاسية! والقضاء في بلادي سيئ السمعة ومعروف أنه خادم للاستبداد، وتلقى كلام السيسي وكأنه إشارة فصدر حكم ببراءتها وكل من معها ولم ينتظر حتى الحاكم صلاحياته!!
وكان هذا الحكم بمثابة مفاجأة كبيرة للجميع، حيث كان من الواضح خلال سير القضية الإصرار على إدانتها!! ثم إن البراءة كانت أمرا شاذا؛ حيث نرى القضاء في عهد العسكر يقوم بإدانة كل معارض ولم يحكم بالبراءة إلا على سبيل الاستثناء أو قل نادرا.
ومن ناحية أخرى لفت نظري احتفال الرئيس الأمريكي ترامب بـ”آية حجازى” حيث أرسل إلى مصر طائرة عسكرية لنقلها إلى أمريكا ورافقها أحد كبار مستشاريه، واستقبلها بحفاوة في البيت الأبيض!! والسبب أنه اعتبر هذا الأمر بمثابة انتصار لإدارته بعدما فشل سلفه أوباما في إطلاق سراحها.
والأمر الثاني أن آية حجازي تحمل الجنسية الأمريكية والمواطن الأمريكي له كرامته والإدارة الأمريكية تدافع عنه ولو كان في آخر الدنيا! وتلك من المواصفات الأساسية للدول الديمقراطية عكس بلاد “أمجاد يا عرب أمجاد” حيث إن السلطة الحاكمة تنظر إلى المواطن بنظرة احتقار.. وهو خادم عندها.. وعليه أن يسمع الكلام ويطيع ويا ويل له إذا عارض!!
وكل هذه المفاهيم المتخلفة لا تجدها أبدا في أي دولة متقدمة!! وهذا هو الفارق بين العالم المتحضر ودول العالم الثالث التي تحكمها عقلية الزعيم الأوحد وبالروح والدم نفديك يا ريس!!