القدس أمانة عمر في انتظار صلاح الدين

وجاء صلاح الدين:

  • كانت طاقات مصر وإمكاناتها ــ وهي هائلة ــ قد جمدت وعزلت وذبلت في حقبة الضعف الفاطمي التي امتدت نحو قرن من الزمان، وكان على صلاح الدين إحياء وتوظيف هذه الإمكانات للانتصار في الصراع ضد الصليبيين.

فبعد أن طوى صفحة الخلافة الفاطمية، وأعاد مصر إلى الولاء للخلافة العباسية، خاض معركة كبرى وطويلة على الجبهة الفكرية والثقافية، ليحل الفكر السني محل المذهبية (الإسماعيلية ــ الباطنية) .. فبدأ إقامة (المدارس السنية): (الناصرية) .. و(القمحية) .. و(السيوفية) .. إلخ .. والتي بُني منها في عهده ست مدارس، كانت كل منها مؤسسة ضخمة وجامعة .. حتى ليصف الرحالة ابن جبير (540 ـ 614 هـ / 1145 ــ 1217م) بناء إحداها ـ (الناصرية) ـ فيقول: “إنها مدرسة لم يعمر بهذه البلاد مثلها، لا أوسع مساحة، ولا أحفل بناء، يخيل لمن يتطوف عليها أنها بلد مستقل بذاته، وبإزائها الحمام، إلى غير ذلك من مرافقها …”.

لتنزيل المقال الاصلي من مصدره