السنوار
السنوار

السنوار: إذا عادت المعركة مع إسرائيل مجددا فسيتغير شكل الشرق الأوسط

تحدث رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار عن الأهداف التي حققتها المقاومة خلال الحرب الأخيرة، وعن النتائج والأولويات وأشكال الاستثمار التي ستقوم بها لنتائج هذه الحرب.

وأوضح السنوار -في خطاب جديد له اليوم السبت بقطاع غزة- أن المقاومة تمكنت خلال المعركة الأخيرة من تحقيق جملة أهداف إستراتيجية، أبرزها يتمثل في الإثبات للعدو أن للمسجد الأقصى من يحميه ويدافع عنه، وهو مستعد لدفع كافة الأثمان في سبيل ذلك.

كما جسدت المعركة وحدة الفلسطينيين والأمة الموحدة خلف المقاومة، في حين شكلت “انتفاضة” أهل الضفة والداخل (إسرائيل) عامل ضغط أكبر من الصواريخ، بحسب قوله.


ما خفي أعظم

وأكد كذلك أن المقاومة أفشلت خطة إسرائيلية أُطلق عليها اسم “رياح الجنوب”، لاغتيال قيادات الصف الأول من الحركة، ومباغتة مقدرات المقاومة، وقتل أكثر من 10 آلاف مقاتل، وتدمير مدينة الأنفاق تحت الأرض.

وقال إنها تمكنت رغم حصارها بـ”مرمطة” (إيلام) تل أبيب خلال الحرب الأخيرة، وإن ما خفي من تفاصيل العملية أكبر مما عرف عنها.

وأضاف السنوار أن إسرائيل أخفقت في مخططاتها لقتل عناصر المقاومة وتدمير أنفاقها، مؤكدا أن الهرولة العربية نحو التطبيع والانقسام الفلسطيني والوضع الدولي، كلها عوامل شجعت إسرائيل على عدوانها.

كذلك أشار السنوار إلى أن حماس لن تقبل بأقل من انفراجة كبيرة للأوضاع الإنسانية في غزة، وأن هذه الانفراجة سيلمسها كل سكان القطاع.


المقاومة بألف خير

وأوضح رئيس الحركة في غزة أن إسرائيل كانت ترمي إلى قتل 50% من المقاومة، وإعادة غزة عشرات السنين إلى الوراء، لكنها حققت صفرا كبيرا، وقال “لم يستشهد من مقاومتنا من جميع الفصائل أكثر من 90 فردا، في حين كان هدف إسرائيل قتل أكثر من 10 آلاف مقاتل”.

وكرر تأكيده أن العدو الإسرائيلي لم يدمر أكثر من 3% من الأنفاق في غزة، أو ما يسمى “مترو حماس”، وأن المقاومة بقيت بألف خير.

ووصف السنوار الحرب الأخيرة مع الاحتلال بـ”المناورة”، وقال “ما حدث كان مناورة لاختبار قدراتنا وكي نري إسرائيل صورة مصغرة لما قد تكون عليه الحرب”، مشيرا إلى أن المقاومة جرّبت سابقا كثيرا من الصواريخ في البحر، وكان لا بد من تجربتها عمليا.

وأشار إلى أن المقاومة بغزة استخدمت 50% من قدراتها العسكرية خلال المعركة الأخيرة، لافتا إلى أنها أطلقت الصواريخ القديمة لديها.

وأضاف السنوار أنه إذا عادت المعركة مع الاحتلال فستتغير صورة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن إسرائيل لن تتحمل أي هجوم حقيقي عليها.

ورأى أنه بعد “النصر الكبير” الذي تحقق خلال الحرب الأخيرة، فإن ما بعد مايو 2021 ليس كما قبله، وأن الحرب الأخيرة مع الاحتلال أثبتت للعدو أن للأقصى من يحميه، وهو هدف إستراتيجي حققه الفلسطينيون.

وبخصوص قضية الإعمار، قال السنوار إن حركة حماس لن تضع عراقيل أمام إعمار غزة، ولن تأخذ من أموال الإعمار لصالح المقاومة، وستكون حريصة على تسهيل مهام الإعمار وإنعاش الاقتصاد.

استثمار نتائج الحرب

وذكر أن استثمار الجوانب المختلفة لما وصفه بالنصر، سيكون على مستويين: مرحلي، وإستراتيجي.

وأوضح أن شكل الاستثمار على المستوى المرحلي، يتمثل بوجود فرصة كبيرة جدا للتخفيف عن سكان غزة وإعادة الإعمار وإنعاش الحياة الاقتصادية.

كما يمثل هذا المستوى -وفق السنوار- فرصة حقيقية لوحدة الشعب الفلسطيني سياسيا وجغرافيا، وإنهاء حالة الانقسام، وترتيب البيت الفلسطيني، من خلال ترتيب منظمة التحرير.

وشدد أن كل ما كان مطروحا لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ما قبل انتهاء المعركة الأخيرة في 21 مايو الماضي، لم يعد صالحا اليوم.

وأشار إلى أن الحديث عن حكومات واجتماعات هدفها استهلاك المرحلة وحرق الوقت ليس مجديا، ولن يكون مقبولا لدينا.

واعتبر أن الاستحقاق الوطني الحقيقي والفوري، يجب أن يكون من خلال ترتيب المجلس الوطني الفلسطيني على أسس صحيحة، ليشمل كافة القوى والفصائل المؤثرة.

وقال إنه -وضمن الأهداف المرحلية- توجد فرصة حقيقية لحشد الرأي العام العالمي، وتفجير المقاومة الشعبية للفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم، بشكل يجبر الاحتلال على احترام القانون الدولي.

وأكد أن تحقيق هذا الهدف سيتيح إما إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، أو أن نجعل الاحتلال في حالة تصادم مع الإدارة الدولية، وعزله وإنهاء حالة اندماجه بالمنطقة والعالم.

أما المستوى الإستراتيجي، فأجمله السنوار بمواصلة بناء قوة المقاومة، لتشكل رأس حربة حقيقية، استعدادا لمعركة التحرير.

وأضاف نهيئ أنفسنا وعلاقتنا مع كافة الساحات، سواء مع الفلسطينيين أو العرب والمسلمين، تحديدا محور المقاومة والقدس، لنكون شركاء في معركة التحرير.

المقاومة أعادت الأميركيين للمنطقة

وقال السنوار إن معركة المقاومة أعادت الاهتمام الأميركي إلى المنطقة، وإن الرئيس الأميركي جو بايدن -الذي لم يتصل بقادة المنطقة منذ توليه الرئاسة- أجرى خلال فترة المعركة مع فريقه أكثر من 80 اتصالا مع قادة المنطقة، بعد استشعاره خطورة حقيقية على الاستقرار.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في تغريدة على تويتر- إنه أجرى محادثات مهمة مع قادة المجتمع الفلسطيني في الولايات المتحدة.

وأكد بلينكن التزام بلاده بإعادة بناء علاقتها مع الشعب الفلسطيني، وأضاف أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون تدابير متساوية من الأمن والحرية والكرامة.

كما قال بلينكن -في تغريدة أخرى- إنه أجرى محادثات جيدة مماثلة مع قادة المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، وإنه جدد التزام الرئيس بايدن بمكافحة معاداة السامية، وسط ارتفاع مقلق في الحوادث، بحسب تعبيره.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية المحتمل، رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت، قد قال إنه لن يمتنع عن شن عملية عسكرية على غزة ولبنان إذا دعت الحاجة لذلك.

وجاءت تصريحات بينيت في لقاء تلفزيوني مع القناة 12 الإسرائيلية، بعد توقيع اتفاق الائتلاف الحكومي مع رئيس حزب “يوجد مستقبل” يائير لبيد، لتشكيل حكومة يتناوبان على رئاستها.

تحييد 1200 قنبلة إسرائيلية لم تنفجر

من جهة أخرى، قال مسؤول في جهاز الشرطة بقطاع غزة -اليوم السبت- إن فرق الهندسة تمكنت من تحييد 1200 قنبلة وقذيفة أطلقتها إسرائيل ولم تنفجر خلال عدوانها الأخير.

وفي تصريح للأناضول، قال رئيس قسم التوعية والإرشاد في هندسة المتفجرات محمد مقداد إن فرق هندسة المتفجّرات تعاملت مع 1200 مهمة تحييد قنابل وقذائف، سقطت في مناطق مختلفة ولم تنفجر.

وأضاف مقداد أن المتفجرات التي تم التعامل معها وتحييدها، تنوعت بين قذائف مدفعية ودخانية وصواريخ موجّهة وقنابل وغيرها.

وتابع “عدد المهمات التي تعاملنا معها، مقارنة بعدد الأيام، أمر غير بسيط وكبير جدا، مشيرا إلى أنه لو انفجرت تلك القنابل في وقتها في المناطق التي سقطت بها، لتسببت بوقوع مجازر في صفوف السكان”.

وذكر أن طواقم فرق المتفجرات تعمل في ظل نقص الإمكانات، وبمعدات قليلة وبسيطة جدا.

وبيّن أن الجانب الإسرائيلي يمنع دخول المعدات الخاصة بتحييد المتفجرات من ستر واقية وخوذ رأس وأجهزة الفحص، وأشار إلى أن عدم وجود تلك المعدات يقلل من نسبة الحماية المتوفرة للطواقم الهندسية، مما يتسبب بوقوع ضحايا في صفوفهم.

وطالب اللجان والمؤسسات الدولية -كاللجنة الدولية للصليب الأحمر- بالوقوف على عمل فرق هندسة المتفجرات في الميدان، وتزويدها بالمعدات اللازمة.

وفي منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تعمل طواقم هندسة المتفجرات في جمع القذائف غير المنفجرة، وتحييدها.