الهجرة
الهجرة

#الرجال (أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه )


#الرجال

أبو بكر الصديق هو صاحب رسول الله قبل الإسلام وبعده، والإنسان الوحيد الذي اختاره الله من فوق سبع سماوات ليصحب رسول الله في الهجرة، وأشير له في قوله تعالى (إذ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) وهو أول رجل يؤمن برسالة محمد، ومن أعظم عشرة رجال وطأت أقدامهم الارض بعد الانبياء، وأسلم على يديه خمسة من عشرة مبشرين في الجنة، وهو والد السيدة عائشة رضي الله عنها، و هو أول خليفة لرسول الله.

والحقيقة أن عظمة أبو بكر وإن كانت قد برزت بعد إسلامه بشكل لافت، إلا أنها لم تكن وليدة اللحظة، فقد كان من خيرة رجال مكة قبل الإسلام، فهو أحد العشرة الذين قسمت بينهم أمور مكة في جاهليتها، وعهد إليه أمر الديات و الكفالات في قريش، فكان لزاما على كل من اراد أن يستدين شيء في مكة أن يطلب كفالة ابو بكر أولا.

ومن عظم فضله على الإسلام والمسلمين بل و على سائر البشر هو وقوفه سدا منيعا أمام انحدار العنصري البشري الى ظلمات الجهل والتخلف بعد انقطاع الوحي السماوي وانتهاء زمن الأنبياء والرسل الى الابد.

لما كانت رسالة محمد هي آخر رسالة تبعث للبشر، أصبح ضياع هذه الرسالة وتحريفها ضياع للمستقبل البشري وأسباب كينونته، والحقيقة ان الله سخر عبدالله ابن عثمان ابن عامر التيمي القرشي، وهو نفسه الرجل الذي عرف في التاريخ باسم ابو بكر الصديق، فوقف هذا العملاق العظيم بعد موت حبيبه ورفيق دربه، ليبين للمسلمين أعظم قاعدة عرفتها البشرية بعد الانبياء، قاعدة تكتب بحروف من ذهب:

“من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت”

هذا ما قدم هذا الرجل، فماذا قدمنا نحن؟