الدكتور عمر دراج يعتزل العمل العام ؟!

بيان اعتزالي العمل العام
#عمرو_دراج

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أهلي و إخوتي و أحبائي و أصدقائي

أود أن أنقل إليكم قرارا حاسما و نهائيا اتخذته منذ فترة، و كنت أنتظر الوقت المناسب لإعلانه، و هو اعتزالي كافة أشكال العمل العام، السياسي منه أو الإداري، سواء في حزب الحرية و العدالة، أو جماعة الإخوان المسلمين، أو أية مؤسسة سياسية أخرى، سواء الان أو في المستقبل، حيث أعلن بوضوح عن عدم نيتي أن أتبوأ أية مواقع في المستقبل في مصر عقب انتهاء الحكم العسكري الغاشم بإذن الله، أو المشاركة في أية أعمال أو ترتيبات سياسية أيا كان شكلها، سواء الان أو في المستقبل.

و يأتي توقيت إعلان هذا القرار عقب انتهاء الانتخابات الشاملة التي أجرتها جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا في مصر، وتوجت بانتخاب مكتبا عاما جديدا لإدارة الإخوان المصريين في هذه المرحلة، مما تبعه تقديم مكتب الإخوان المصريين بالخارج، الذي شرفت برئاسة برنامجه السياسي لمدة عامين كاملين، لاستقالته، و بالتالي فأنا أرى هذا وقتا مناسبا تماما لأخذ خطوة للخلف، و إفساح المجال لكفاءات و وجوه جديدة تماما لتدير العمل في الداخل و الخارج في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الثورة المصرية، حيث أني شديد الإيمان بأهمية التغيير المستمر في الوجوه بما تمليه طبيعة التغييرات التي تحدث في المراحل المختلفة، و ليس أن تظل نفس القيادات بشكل مؤبد بما يكرس الجمود و عدم القدرة على تجديد الوسائل و إبداع الاليات و استيعاب المتغيرات.

و سوف يتيح لي هذا القرار الوقت الكافي فيما تبقى لي من حياتي للعمل الأكاديمي بالبحوث و الدراسات السياسية و خدمة الثورة المصرية من خلال إتاحة ما لدي من خبرات و تجارب للاستفادة منه في المراجعات التي نحتاجها جميعا في هذه المرحلة الهامة من تاريخ أمتنا، و كذلك التفرغ للتفكير و الإبداع في كل ما يمكن أن يفيد الثورة المصرية و يساعد في تحقيق أهدافها.

أرجو الله أن تعينوني بالدعاء لي بالتوفيق و السداد، و أن تسامحونني عن أي تقصير غير مقصود، و سألقاكم دائما بعد ذلك من خلال قلمي، و من خلال المؤسسة البحثية المستقلة التي أشرف برئاستها، و أتمنى خالص التوفيق و النجاح لكل الثوار الصامدين الصابرين بالداخل و الخارج، الأحرار منهم و المعتقلين، من جميع التوجهات السياسية و الأيدولوجية، و التي يجمعها هدف واحد هو إنهاء الاستبداد في بلادنا الغالية، و تحقيق أهداف ثورة 25 يناير كاملة غير منقوصة، بما يحقق العيش الكريم لشعبنا الحبيب، و العزة و الكرامة لبلدنا الذي يستحق مكانة أفضل كثيرا بين باقي الأمم.

“و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، و إن الله لمع المحسنين”

د. عمرو دراج
استانبول – 22 ديسمبر 2016