كتبه محمد عبدالقدوس
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعرض من زمان لهجوم شرس من نواب الحزب الديمقراطي وصحافة بلاده، وقد اشتدت الحملة عليه بعد لقائه بالرئيس الروسي بوتين حيث اتهمه منتقدوه بأنه كان ضعيفا في هذا اللقاء، ووصفه أحدهم بأنه عار على أمريكا، ومع كل ذلك لم يقل أحد أبدا إن هؤلاء الذين يتطاولون على الرئيس وأسرته أعداء أمريكا ولا يحبون بلادهم وعملاء للخارج، يتقاضون أموال من بلاد برة لغرض التشهير بالرئيس!
ولم يفكر ترامب أبدا في إصدار تشريعات تحد من حرية الإعلام الذي دأب في الهجوم عليه خاصة صحف “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” ، وهي من كبريات الصحف الأمريكية.
وفي أمريكا وكل الدول المتحضرة التفرقة واضحة بين النظام الحاكم والرئيس ، ولا يعني انتقاد رأس السلطة عدم الولاء للوطن. بل أكثر من ذلك.. صدق أو لا تصدق في بريطانيا هناك حزب جمهوري يطالب بإلغاء النظام الملكي كله، ولم يقدم أعضاءه إلى المحاكمة أو إطلاق سيل الاتهامات ضدهم مثل عدم الولاء لبريطانيا العظمى وأنهم خونة لبلادهم، ويعملون من أجل تخريب وطنهم.
وفي بلاد أمجاد يا عرب أمجاد من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر بتعبير إذاعة صوت العرب أيام زمان ترى عقلية شمولية بامتياز ، من ينتقد الرئيس أو الأسرة الحاكمة يبقى على طول ما يحبش بلاده وخاين وعميل وسجنه واجل.. واتساءل: لماذا لا تكون أمة أمجاد يا عرب أمجاد من الدول المتحضرة ؟؟ما السبب في أن عندنا خلط واضح بين الولاء للوطن وانتقاد رئيس الدولة ؟ هل عندك إجابة على سؤالي الحائر الذي يدخل في دنيا العجائب؟