التنسيق العسكري مع الصهاينة في سيناء.. ضياع السيادة من أجل كرسي السيسي

حسب مراقبين للوضع السياسي في مصر وخبراء في الاستراتيجية يكاد يُجمع الكل على أن ما يجري في سيناء من تجريف وهدم وقتل وتشريد الأهالي وإضاعة الاستثمارات وجرف الأراضي والمزارع يصب بالدرجة الأولى في صالح اسرائيلن، التي يقدم لها السيسي سيناء كهدية لتفعل فيها ما تريد، إرضاء لها ولأمريكا لترضى عنه خلال فترة ولايته الغاصبة الثانية.

اللعبة الصهيوأمريكية نصبت السيرك السياسي على السيسي ونظامه عبر انتقادات دولية أمريكية، ومن مؤسسات دولية وعبر صحف تم تسريب لها أخبار وأسرار حقيقية، مما جرى بين السيسي والصهاينة في سيناء وغيرها من أراضي مصر، لتفعيل الضغوط على السيسي لكي يدخل ولايته الثانية منهكا ومدينا للحلف الصهيوأمريكي بكثير من الدعم الظاهري له، ومطالبا برد الجميل الصهيوني الأمريكي بأي شيء وبأغلى شيء، حتى لو كان سيناء، التي باتت تعد لتقدم كعربون في صفقة القرن، التي باتت الباب الأيسر للسيسي للولوج إليه ثمنا لكرسيه.

وحسب د.طارق الزمر، الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، عبر تويتر: “صدقني: كل ما تفعله السلطة هذه الأيام خاصة ما يتعلق بالمناورات السياسية والعمليات العسكرية ليس له إلا هدف واحد، هو التمويه على مسرحية القرن المنتظر عرضها في مارس”.

كسر السيادة المصرية بيد عساكر السيسي

وفي سياق العملية العسكرية الدائرة في سيناء حاليا، فقد كشفت “هاف بوست” بعضا من التفاصيل التي جرت بين إسرائيل وعساكر السيسي، في تنسيق يقدح في السيادة المصرية، فبعد نحو شهرين من تكليف السيسي الجيش المصري استخدام ما سماه “القوة الغاشمة” لاستعادة الأمن والاستقرار في سيناء، أعلن الجيش المصري عن عملية واسعة، تعد هي الأكبر بشرق قناة السويس، منذ توقيع اتفاقية السلام مع دولة الحتلال الإسرائيلي عام 1978.

ووفقًا لمصادر مطلعة داخل هيئة العمليات بالقوات المسلحة فقد تم التواصل مع الجانب الإسرائيلي للسماح بانتشار قوات الجيشين الثاني والثالث داخل سيناء، وفقًا لما تقره اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وهي الاتفاقية التي وضعت قيودًا واسعة على تحركات الجيش فى سيناء.

ووفقًا للمصادر، فقد أُجريت 3 اجتماعات موسَّعة بين الجانبين، المصري والإسرائيلي، منتصف شهر ديسمبر 2017، أسفرت عن قبول الجيش الإسرائيلي بتلك العملية الشاملة.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير حصري لها السبت 3 فبراير 2018، كشفت عن قيام الطيران الإسرائيلي بأكثر من 100 علمية عسكرية داخل سيناء، بموافقة السيسي.

كما تقوم إدارة الاستطلاع داخل القوات المسلحة المصرية بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي بتحديد نقاط التجمع والتمركز الأساسية لهذه المدرعات، وحسب عسكريين يجعل هذا التنسيق الجيش المصري كتابا مفتوحا أمام الصهاينة، خاصة في نقاط التماس وفي سيناء التي باتت تحت حماية الصهاينة.

صفقة القرن

وفي السياق ذاته، أوضح سياسيون أن عملية الجيش في سيناء تمهد لصفقة القرن سريعا، حيث قال الناشط السياسى عمرو عبد الهادى عبر حسابه على تويتر: “السيسي بدأ عمليه شاملة في سيناء علشان يجهز الأرض لنزوح الأخوة الفلسطينيين إلى سيناء تنفيذا لصفقة القرن”، مضيفا: “بعد كل عملية يعلن إنتهاؤها ونجاحها يقوم الإرهابيون بعملية جديدة تطيح بجنودنا لتعلن فشل السيسي الزريع أمام عمه نتنياهو”.

خسائر المدنيين من عمليات السيسي كثيفة ومحزنة، وصفها الاعلامي أسامة جاويش مغردا على تويتر :”وكم نفسا معصومة وكم روحا بريئة جديدة سيقتلها الجيش المصري في سيناء بدعوى محاربة الإرهاب ..
النظام الحالي هو الإرهاب الحقيقي ويجب أن يرحل”..

مآرب أخرى

وكتب الحقوقى “هيثم أبو خليل” عن الأسباب الحقيقية لما يحدث فى سيناء من وجهة نظره، وقال: هذا ما يحدث في سيناء الآن:

1- إشغال الجيش بحرب فالجند البطال يكثر فيه الشغب
2- تعبئة الرأي أن البلد في حرب فلا أحد يسأل عن عيش أو حرية ولا شكل انتخابات رئاسية مقبول
3- ردا على بيان البرلمان الأوروبي الذي يدين ويطالب بوقف حالات الإعدام ووقف انتهاكات حقوق الإنسان.

وهو نفس ما أكد عليه الإعلامى حسام يحيى: “سيادة الشاويش عبفتاح السيسي قبل كل حدث في مصر يعلن انطلاق عمليات عسكرية ضخمة، وبعدها بشهر يعلن القضاء على ٩٩٪ من الإرهاب، وبعد الإعلان بيوم نستيقظ على هجمات على كمائن للجيش والشرطة.. الفشل والغباء يمشيان على الأرض في شخص السيسي سيناء”.

وإزاء تلك الرؤى يكاد سيناريو حرق الأرض في سيناء تفضح القتلة، الذين يعملون لتأمين إسرائيل، وحل مشاكلها على حساب السيادة المصرية.