اعتاد المصريون من عهد أبي الانقلاب الفاشي جمال عبد الناصر على الأزمات المفتعلة، التي تلجأ لها حكومات العسكر لصرف الانتباه والإلهاء أو للتغطية على كوارث تجري وتخشى أن يتبني الشعب موقفاً ليس على هوى جنرالات الفقر والقمع والانتهاكات، وفي سياق الأزمات طالب النائب المتهم بالنصب والفساد سعيد حساسين، العضو في برلمان الدم من حكومة الانقلاب سرعة التدخل لوقف جنون ارتفاع أسعار البطاطس بعد أن وصل سعر الكيلو منها إلى 12 جنيها، وبدأ يرتفع وقد يقارب سعر صرف الدولار.
وعلى مدار السنوات الأخيرة اتخذ السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إجراءات اقتصادية تقشفية واتجه لتحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر 2016، ضمن اتفاق قرض قيمته 12 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، وتلا ذلك ارتفاعات في أسعار الوقود والسلع الغذائية وشكاوى للمصريين لم تتحول للأسف إلى احتجاجات شعبية في الشارع، وهو ما يدعو السفيه إلى شكرهم عادة على “حسن تعاونهم”
سياسة الغلاء
وكان المخلوع مبارك يلجأ إلى مثل هذه الأزمات وافتعلها كثيراً في سحب السكر وتعطيش الأسواق، كما لجأ إليها السادات في رفع أسعار اللحوم، وقام حساسين بلعب دور الرجل الطيب أمام حكومة الانقلاب، وقال:”إنه يجب على الحكومة أن تتدخل وبسرعة لوقف الارتفاع الكبير وغير المبرر في أهم سلعة استراتيجية تهم جميع المواطنين خاصة “الغلابة ” منهم”، وتساءل كالحمل الوديع مؤديا دوره في المسرحية :”أين رقابة الحكومة على الأسواق والأسعار مطالبا بالضرب بيد من حديد على كل من يتاجرون في قوت الشعب ويرفعون الأسعار لمثل هذه السلعة دون أي مبرر”.
وطرح مراقبون وسياسيون سؤالا هل يتدخل قائد مقاتل خط البطاطس والشيبسي لتخفيض أسعارها؟، تقول الناشطة انتصار عبد اللطيف:” أكبر جريمة اتعملت في حق الشعب المصري انه اتحرم من صينية البطاطس في عهد السيسي”، وأضافت ساخرة:”لكل ست مصرية رقصت في انتخابه مبسوطة ياختي رجلك بسببك اتحرم من صينية البطاطس إلهي تطلقي يا بعيدة بسبب ارتفاع الأسعار”.
ويقول الناشط عادل عبد المنعم:” بعد وصول كيلو البطاطس 12جاللي هيفتح محل فول وطعميه ف مصر هيعتبر من كبار المستثمرين وانشاء الله السيسي وراه بالضرائب لحد ميقفله”، وتقول الناشطة أفنان إبراهيم:” عصابة السيسي تحتكر الخضراوات وتعمل على تخزين البطاطس مما تسبب فى ارتفاع أسعارها”.
وساخراً يقول الناشط سيد علي:” الحمد لله ان السيسي خلصنا من الإخوان..كان زمان دلوقتي البطاطس بـ ١٤ج والبصل والطماطم بـ ١٢ج..وكان مرسي منع بيع الفراخ الحية!”، وقال الناشط الدكتور عماد بيومي:” سعر البطاطس اليوم فى التلفزيون بـ7 جنية فى القنوات الخاصة بـ 8 جنية فى السوق بـ 13 جنية..السيسى يعدكم الفقر”.
حتمية القسوة
وبرر السفيه السيسي الارتفاع المتواصل للأسعار في مصر بالاستمرار في “الإجراءات الاقتصادية”، معترفا بأنها “إصلاح قاس ويسبب معاناة إلا أنه أصبح حتمية لا اختيارا”، وجاء ذلك في كلمة متلفزة بمناسبة مرور خمس سنوات على انقلاب 30 يونيو 2013، التي مهدت لانقلابه العسكري على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، بعدها بأيام في 3 يوليو آنذاك ببيان للسفيه السيسي الذي كان وزيرا للدفاع.
وعن نتائج الإجراءات الاقتصادية التي يصفها السفيه السيسي بالإصلاحات، اعتبر في خطابه المتلفز أن “النتائج المتحققة تشير حتى الآن إلى أننا نسير على الطريق الصحيح”، وتابع قائلا “إن طريق الإصلاح الحقيقي صعب وقاس، وإنه يتسبب في كثير من المعاناة، ولكن لا شك أيضا في أن المعاناة الناتجة عن عدم الإصلاح، هي أكبر وأسوأ بما لا يقاس، وإنه قد تم تأجيل الإصلاح كثيرا حتى أصبح حتمية لا اختيارا، وضرورة وليس ترفا أو رفاهية”.
وختم السفيه السيسي ، الذي يواجه انتقادات حادة مؤخرا بسبب ارتفاع أسعار الوقود والمواصلات والسلع الغذائية، حديثه قائلا “أتوجه بتحية من القلب لكل رب أسرة وكل ربة أسرة، يتحملون في كبرياء وشموخ مشاق توفير الحياة الكريمة لأبنائهم، وأؤكد لهم أن المستقبل أفضل لهم ولأبنائهم”.
ومع وصول سعر كيلو البطاطس في بعض أماكن الجمهورية إلى 16 جنيهاً مصرياً، تجدد الجدل مرة أخرى حول استغباء العسكر لمن نزل في 30 يونيو 2013 وأيد الانقلاب، وأصبح على لسان كل رافض للانقلاب عبارة يرددها في وجه السيساوية “أيها الرعاع الراقصون علي تسلم الأيادي جعل الله أيديكم تمتد للتسول والسرقة وأكل الفضلات”، ويصرخ كثير من السيساوية من الارتفاع المذهل الذي وصل إليه كيلو البطاطس، وهو أمر جعل المراقب السياسي أحمد سعد يسألهم، بعد مرور خمس سنوات من انقلاب السيسي، خمسة أسئلة:
1 – هل وجدتم الرخاء الذي وعدكم به السيسي؟!
2 – هل تشعرون ببادرة أمل في مستقبلكم معه ؟!
3 – هل عاد لكم الأمن والأمان الذي وعدكم به ؟!
4 – هل أصبحتم أكثر تحررا في ظل وجوده ؟!
5 – هل تشعرون بأن لكم كرامة في وطنكم ؟!