تواصلت الانتقادات الدولية لنظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي وانتهاكاته لحقوق الإنسان ضد أكثر من 60 ألف معتقل سياسيى تم اعتقالهم بعد تلفيق قضايا واتهامات كيدية لهم. وأكدت منظمات حقوقية أن المعتقلين في سجن العقرب شديد الحراسة يواجهون كوارث إنسانية ويتعرضون لتعذيب ومضايقات إلى جانب الإهمال الطبي ورفض علاج المرضى منهم ومنع الزيارات عنهم.
ويوصف سجن العقرب بأنه “الجحيم” حيث يعيش نزلاؤه في زنازين مزدحمة ومليئة بالذباب والناموس وحشرات أخرى، وتصل درجة الحرارة فيها خلال الصيف إلى أكثر من 40 درجة في ظل عدم وجود مراوح أو تهوية، في مقابل البرد الشديد في الشتاء، فيما لا تتسم الزنازين بسوء التهوية والزحام الشديد، بالإضافة إلى الإهمال الطبي للمرضى من السجناء.
وشيد هذا السجن عام 1993 ويعرف رسميا باسم “سجن طره شديد الحراسة”، وكان الهدف منه احتواء “المعتقلين وقائيا في قضايا أمن الدولة”، بحسب قرار إنشاء السجن.
وقال عنه اللواء إبراهيم عبدالغفار المأمور السابق للسجن، في مقابلة تليفزيونية عام 2012: صمموه بحيث أن من يدخله لا يخرج منه حيا، صمموه للمعتقلين السياسيين.
عقاب جماعي
كانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، كشفت أن سلطات العسكر تفرض عقابا جماعيا على معتقلي سجن العقرب.
ووثقت المنظمة في تقرير لها، إجراء أجهزة أمن الانقلاب تغييرات على السجن منذ منتصف نوفمبر الماضي؛ عبر حرمان السجناء من التهوية والكهرباء والماء الساخن بشكل كامل تقريبا، إضافة إلى حظر الزيارات منذ مارس 2018، والحرمان من ممارسة الرياضة منذ 2019.
وأكد التقرير أن نزلاء سجن العقرب يتعرضون لانتهاكات جسيمة ترتقي إلى مستوى العقاب الجماعي. موضحا أنه بسبب عدم وجود إضاءة، وغياب الترتيبات الإنسانية للنوم والصرف الصحي ومراعاة الطقس، فضلا عن ضيق المساحة وعدم التهوية، ينتهك سجن العقرب حقوق النزلاء.
ونقل التقرير عن “جو ستورك”، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة قوله إن سلطات الانقلاب تفرض عقابا جماعيا على مئات السجناء في سجن العقرب، بعد عزلهم عن العالم قرابة ثلاث سنوات.
وأكد “ستورك” أن الأوضاع في هذا السجن تتعارض تماما مع حقوق السجناء ما يجعله منشأة تعذيب. داعيا سلطات الانقلاب إلى المعالجة الجدية لأوضاع النزلاء في السجن، لضمان عدم حرمانهم من حقوقهم الأساسية.
اغلقوا السجن
واحتجاجا على هذه الانتهاكات دشن ناشطون وحقوقيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “#اغلقوا_العقرب”لإغلاق السجن سيء السمعة، والذي يشهد انتهاكات واسعة بحق المعتقلين السياسيين، تضاعفت مع فصل الشتاء.
كما دشن ناشطون حملة بالتزامن مع دخول الشتاء، بعنوان #البرد_قرصة_عقرب، للكشف عن الأوضاع السيئة التي يعيشها المعتقلون في هذ السجن، الذي يفتقر لأبسط الحاجات الإنسانية، وطبيعة بنائه التي تضاعف من أثر البرودة على السجناء، وتهدد حياتهم.
كما أصدرت “رابطة أسر معتقلي سجن العقرب” بيانا، استعرض معاناة السجناء في هذا الشتاء القارص من البرد الشديد بين كتل خرسانية لا يحميهم منها سوي بطانية واحدة متهالكة. ومن قهر شديد لعدم رؤيتهم لأسرهم بسبب منع الزيارة.
واستعرضت الرابطة بعض صور المعاناة قائلة: “أولادنا بمقبرة العقرب في أشد صور المعاناة، فلم يخرجوا منذ زمن من الزنازين الضيقة سيئةِ التهوية شديدة البرودة للتريض المنصوص عليه طبقا للقانون المنظم لمصلحة السجون، وتنتهج ضدهم سياسة القتل البطئ، بالتجويع والبرد والأمراض والقهر النفسي والإنهاك البدني، حيث العيش علي فتات الطعام سيء التجهيز، الذي تعافه الحيوانات في وجبات لا تكفي طفلا صغيرا”.
إضراب عن الطعام
وطالبت حملة “أغلقوا عقرب مصر” المجتمع المدني، وناشطي ومنظمات حقوق الإنسان، ووسائل الإعلام، وكل من “يتحلى بالإنسانية” إلى “العمل بكافة الوسائل لإلزام نظام الانقلاب بوقف ممارساته القمعية ضد المعتقلين داخل سجن العقرب.
وكشفت الحملة في بيان لها، عن تزايد حالات الإضراب عن الطعام في السجن أملا في أن تتوفر مقومات الحياة للمعتقلين، وألا تعرضهم إدارة السجن للموت البطيء.
وناشدت بضرورة تكوين رأي عام ضاغط، ووضع حد لظروف الاحتجاز غير الآدمية التي يفرضها نظام العسكر على المعتقلين، مؤكدة أن الوقت ينفد وحياة مئات المعتقلين في خطر.
وقال البيان إن معتقلي سجن العقرب يتعرضون لأبشع عمليات القتل البطيء، حيث تتفنن إدارة السجن ومصلحة السجون في حرمانهم من حقوقهم الأساسية، وتعريضهم لأقسى عمليات التعذيب والقمع، بدءا من وضعهم في زنازين قذرة، مظلمة، رديئة أو منعدمة التهوية، بالإضافة إلى حرمانهم من العلاج، وتجويعهم، ومنع الأغطية والملابس عنهم ليسحق الصقيع والجوع أجسادهم، مع الحرمان من الزيارات أو الخروج من الزنازين.