الإمام محمد مأمون الشناوي .. ابن محافظة دمياط

شيخ الأزهر الشريف السابع والثلاثين. عمل على تقوية الروابط بين الأزهر والعالم الإسلامي، فأوفد البعوث العلمية المختلفة إلى أنحاء العالم الإسلامي؛ لنشر العقيدة الصحيحة، ومبادئ الإسلام وشرائعه، والتقريب ما بين الطوائف المختلفة. وافتتحت في عهده خمسة معاهد جديدة تغطي عواصم الإقليم. ومن أهم مآثره ما فعله لإلغاء البغاء في مصر، الذي وضعه الاستعمار ونص عليه بصفة رسمية.

ولد في 11 من شعبان سنة 1295 هـ الموافق 10 من أغسطس سنة 1878 م في الزرقا وكان تتبع وقتها محافظة الدقهلية ، وقد كان والده الشيخ أحمد الشناوي عالما مشهوُرًا بالتقوى والصَّلاح، مُتَفَقِّهًا في الدين، وكان أحد الأعلام المشهورين في هذا الوقت

نشأ الشيخ محمد مأمون الشناوي في رعاية والده، فحفظ القرآن الكريم، وأتمَّ حفظه في سِنِّ الثانية عشرة من عُمْره، ثم أرسله والده إلى الأزهر، فعاش في رعاية أخيه الأكبر الشيخ سيد الشناوي الذي سبقه إلى الدراسة في الأزهر بسنوات، وأخوه هذا أصبح بعد ذلك من كبار القُضاة الشرعيين، وقد ترقَّى في سِلْكِ القضاء حتى أصبح رَئيسًا للمحكمة العليا الشرعية. ونال الشيخ محمد مأمون إعجاب أساتذته الأعلام منهم الشيخ محمد عبده، والشيخ الإمام محمد أبو الفضل الجيزاوي. ونال شهادة العالِمية سنة 1906 م.

تولي الشيخ محمد مأمون الشناوي مشيخة الأزهر الشريف في يناير عام 1948م

 وعقب تعينه قام بالعديد من الإصلاحات، منها: 

1-  توسيع دائرة البعثات للعالم الإسلامي وربط الأزهر بالمعاهد الإسلامية في الخارج، خاصة في دول باكستان والهند والملايو وإندونيسيا وإفريقيا الجنوبية وغيرها.

2-  أرسل المتميزين في اللغة الانجليزية لتعلم اللغة الإنجليزية في انجلترا توطئة لإيفادهم إلى البلاد الإسلامية التي تتخاطب بالإنجليزية. 

3-  يسر الإقامة والدراسة للطلاب الوافدين إلى الأزهر من طلاب البعوث حتى بلغت البعوث في عهده ما يزيد على ألفي طالبٍ أعدَّ لهم أماكن الدراسة ومساكن الإقامة. 

4-  اعتمد خطة شاملة لإنشاء المعاهد الدينية لتغطي جميع عواصم الأقاليم المصرية، وافتتحت في عهده خمسة معاهد جديدة وهي: معاهد المنصورة والمنيا وسمنود ومنوف وجرجا.

5-  توصل إلى اتفاق مع وزارة المعارف ليكون الدين الإسلامي مادة أساسية بالمدارس العمومية، على أن يتولي تدريسها خريجوا الأزهر.

6-  ارتفعت ميزانية الأزهر في عهده إلى أكثر من مليون جنيه.

7-  استطاع القضاء على التعصب للمذاهب في الازهر والميول الحزبية. 

وللشيخ محمد مأمون الشناوي العديد من المواقف الوطنية؛ حيث شارك في ثورة 1919م ضد الاحتلال الانجليزي وكان له العديد من الخطب الوطنية. 

وكان للشيخ موقف واضح من الجهاد ضد إسرائيل

ففي عهد الإمام محمد مأمون الشناوي أصدرتْ مجموعةٌ مِن علماء الأزهر وغيرهم بيانًا دعتْ فيه إلى الجهاد ضدَّ إسرائيل بعدَ صدور قرار تقسيم فلسطين عام  1947م، من خلال نداء إلى الأمة العربية بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين ، وكان أول الموقعين عليه .

توفي الشيخ الشناوي صباح يوم الأحد 21 من ذي القَعْدَة سنة 1369 هـ الموافق 3 من سبتمبر سنة 1950 م. ومنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.

وتخليداً لذكراه تم إنشاء معهد أزهري يحمل اسمه بمسقط رأسة في مدينة الزرقا ليكون منارة لنشر العلوم الشرعية.