“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (الأحزاب:23).
تنعى جماعة “الإخوان المسلمون” ابنًا بارًا من أبنائها وعلمًا بارزًا من أعلامها، هو الدكتور عصام محمد حسين العريان، أحد قيادات الجماعة والطبيب والسياسي المعروف،حيث فاضت روحه إلى بارئها في محبسه بسجن العقرب، بعد 7 سنوات من السجن في ظروف غير إنسانية.
والدكتور عصام -يرحمه الله- من الشخصيات الفذة، فقد عُرف بأنه “رجل لا يعرف الفراغ”، ويبدو ذلك من خلال سيرته العلمية والسياسية والنقابية، فقد كان يعمل طبيبًا، في تخصص أمراض الدم والتحاليل الطبية، وحصل على ماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية، وسجل للدكتوراه في الطب بجامعة القاهرة لكنها أعيقت بسبب اعتقاله المتكرر والمضايقات الأمنية من ناحية أخرى.
ولم يكتف د. العريان بدراسة الطب فحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا وليسانس الآداب قسم التاريخ من نفس الجامعة عام 2000م، وبنفس التقدير أيضا، كما درس في الأزهر ونال الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من تلك الجامعة العريقة، وسجل أيضا لنيل درجة الدبلوم في القانون العام بجامعة القاهرة.
وقد أسهم لدى التحاقه بالجماعة عام 1974 في إحياء نشاط جماعة الإخوان بمحافظة الجيزة، وأصبح مسئولًا عن اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وانتخب رئيسًا للاتحاد العام لطلاب الجامعات المصرية، وتولى أمانة اللجنة الثقافية باتحاد طلاب طب القاهرة خلال الفترة من 1972 وحتى 1977م.
وانتُخب عضوًا بمجلس إدارة نقابة أطباء مصر عام 1986م، وشغل منصب الأمين العام المساعد، وقام بتشكيل مؤسسة شعبية بهدف الوقوف إلى جانب شعب فلسطين، تحت مسمى “ملتقى التجمعات المهنية لمناصرة القضية الفلسطينية”.
أما برلمانيًا فقد انتخب عضوًا بمجلس الشعب في الفصل التشريعي 1987-1990م عن دائرة إمبابة، وكان أصغر عضو برلماني بتلك الدورة التي تم حلها قبل استكمال مدتها الدستورية، ثم انتخب بعد ثورة يناير في برلمان 2012م، وتولى رئاسة لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب.
وهو عضو مؤسس للمؤتمر الإسلامي القومي العربي، وعضو مؤسس بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعضو مشارك بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الثقافية والسياسية على مستوى العالم، في أوروبا وأمريكا والعالم العربي والإسلامي.
انتخب عضوا بمكتب الإرشاد للجماعة، وكان مسئولًا للمكتب السياسي بالجماعة، قبل تأسيس حزب الحرية والعدالة الذي تولى د.عصام منصب أمينه العام ونائب الرئيس.
وهكذا يتسابق الشهداء، وتأبي ذاكرة رابعة نسيان فارس الاعتصام (عصام) وتحلق روحه في حواصل الطير فرحه بلقاء ربها ، متحررةً من قضبان العسكر ومستبشره بثبات اخوانها حتي تلتقي في ظل عداله السماء وعند الله تجتمع الخصوم وما أشده من قصاص.
وجماعة “الإخوان المسلمون” تتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى عائلة الدكتور عصام الكريمة وآل العريان وإلى إخوانه وتلامذته ومحبيه، حول العالم سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم جميعًا جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجعل مستقره الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” ( ٢٧- ٣٠) الفجر.
وإنا لله وإنا إليه راجعونوالله أكبر ولله الحمدالإخوان المسلمون الخميس، 23 من ذي الحجة 1441هـ – 13 أغسطس 2020م