في ظل الانحناءات السياسية الحادة للإدارة الأمريكية الجديدة ، أعلن الرئيس الأمريكي اليوم اعتراف بلاده بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، رغم القرارات الدولية والاعتراضات التي صدرت من كافة أرجاء العالم لاتخاذ مثل هذه الخطوة المغامرة والمقامرة التي لن تغير من حقائق التاريخ والجغرافيا والتي تؤكد أن القدس أرض محتلة، ولا تجيز قرارات الأمم المتحدة للمحتل تغيير صفتها فضلا عن كونها عاصمة الدولة الفلسطينية الواحدة على كامل أرضها، والتي يستدعي بها الرئيس ترامب معارك ونزاعات وعداوات، الإنسانية كلها في غنى عنها.
وجماعة ” الإخوان المسلمون ” التي تعلن رفضها التام واستنكارها لهذا القرار والذي هو والعدم سواء تعيد التأكيد على موقفها الثابت إزاء القضية الفلسطينية التي تعد قضية العرب والمسلمين الأولى، فهي الأرض التي بارك الله حولها وشرفها الله بأن جعلها مسرى رسوله صلى الله عليه وسلم وخلد ذكرها في القرآن العظيم بقوله سبحانه “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِد الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير” والتي تضم أقدس مقدسات الإسلام بعد الحرمين الشريفين فضلا عن الكثير من المقدسات المسيحية.
وإن حق الأمة العربية والإسلامية في القدس الشريف حق ثابت في التاريخ والحاضر ولن تغيره مثل هذه القرارات الجائرة مهما كان شكلها أو مصدرها .
وإلى الملوك الرؤساء والأمراء العرب والمسلمين :
فإنه في هذه الظروف والأجواء العصيبة التي تمر بها أمتكم.. والخطر يدق أبوابها والعدو يتربص بها.. يصبح انعقاد قمة طارئة فورية أكثر من حتمي وضروري، قمة تملك إرادتها وقرارها الفاعل… قمة تتوحد فيها الجهود والإرادات والقرارات لنصرة القضية ويتم من خلالها اتخاذ القرارات اللازمة لدعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني لاسترداد كامل حقوق الشرعية.
كما تطالب الجماعة السلطة الفلسطينية بقطع كافة أشكال الاتصال والتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد الولايات المتحدة لخرقها القانون الدولي وقرارات المجلس فيما يتعلق بالقدس الشريف، وتفعيل كل الشكاوى وجرائم الحرب ضد الاحتلال أمام المحكمة الدولية، والتجاوب الأمين مع جهود المصالحة الوطنية بكل تفاصيلها.
وتناشد الجماعة كذلك جميع الهيئات الدينية الإسلامية والمسيحية والأحزاب والتيارات الحرة في العالم، إعلان رفضها القاطع لهذا القرار والاحتجاج بكل الوسائل المتاحة للضغط على الإدارة الأمريكية وثنيها عن هذه الجريمة السياسية الظالمة .
والجماعة إذ تعيد التأكيد على رفضها التام لهذا الإعلان، لتهيب بأبناء الأمة في بقاع العالم المختلفة أن ينتفضوا في احتجاجات شعبية سلمية للتعبير عن دعمهم للمجاهدين والمرابطين في الأقصى في رفضهم لهذه الخطوة، وأن يجعلوا من يوم الجمعة القادم وما بعده ايام دعم ومناصرة للقضية والتعبير عن الرفض الكامل والحازم لكل ما يحاك لها والتأكيد على الإصرار التام على استرداد حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ” الروم 69
“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون “.. يوسف:21
والله أكبر ولله الحمد.
الإخوان المسلمون
١٧ ربيع الأ ول 1439 هجريا؛ الموافق 6 ديسمبر 2017 م