الإخوان المسلمون تعقد مؤتمراً صحفياً بعنوان “التعاون المشترك فريضة” حول كورونا #شعب_واحد_نقدر

عقدت جماعة الإخوان المسلمين مؤتمرًا صحفيًّا بإسطنبول في تركيا الأحد 5 أبريل 2020 (الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت القاهرة)؛ حول أولويات العمل الوطني لمواجهة جائحة “كورونا”، تحت عنوان “التعاون المشترك فريضة.. شعب واحد نقدر”.

يهدف المؤتمر إلى توعية الشعب المصري بمخاطر فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19) ومحاذيره، ويتناول المؤتمر ثلاثة مجالات: المجال الطبي المهمش من السلطات المصرية، وأبعاده السياسية، وكذلك تعامل الإعلام مع مجريات الأحداث.

شارك في المؤتمر كلٌّ من:

– الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة المنصورة وعضو الجمعية المصرية لمكافجة العدوى.

نص كلمته :

كلمة الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة المنصورة ورئيس قسم الأمراض الصدرية الأسبق وعضو الجمعية المصرية لمكافحة العدوى

وهذا نَص الكلمة:

الحمد لله الذي وعدنا فقال “وإذا مرضت فهو يشفين “

شعبنا الطيب الكريم وكل شعوب العالم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن جميعا في مواجهة المرض الذي يجتاح العالم ولا يفرق بين أحد علينا أن نتعاون ونحشد كل الطاقات للسيطرة والقضاء عليه.

وأحب أن أضع بين أيديكم بعض الحقائق الطبية:

أولاً- طبقا للإحصائيات العالمية فإن ٨٥% من الإصابات بالمرض تكون طفيفة وتعالج بالمنزل وتتعافى تماما بإجراءات بسيطة، تبدأ بعزل المريض بالمنزل، وارتدائه الكمامات والتزامه بالعطس والكحة في مناديل ورقية، والتخلص منها لمنع انتشار الفيروس، وتنظيف مكانه بصورة منتظمة، والتزامه بالراحة التامة وخطوط العلاج، حتى يبرأ، ويكون ذلك في غضون أسبوع أو اثنين على الأكثر. يتم اختيار أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء الأصحاء لتمريضه وارتداء الكمامة أثناء التعامل معه وتجنب المخالطة المباشرة بإعطائه الغذاء والدواء الذي يتكون من أدوية مخفضات الحرارة والكحة والاحتقان مع شرب المياه والسوائل بكثرة والتغذية الجيدة.

ثانيًا- إننا نطير في سماء الطب الوقائي بجناحي التوعية والتوصية لذلك يجب على الناس اتباع الآتي:

-الإجراءات الوقائية لعدم الإصابة بالفيروس بسيطة، وهي مداومة غسل اليدين بالماء والصابون دون الإفراط في استخدام المطهرات الأخرى.

– تجنب لمس الوجه لغلق منافذ دخول الفيروس إلى الجهاز التنفسي.

-الكحة والعطس في مناديل ورقية ثم التخلص منها وإن لم تتوفر ففي ثنايا الكوع.

-عند الشعور بالحرارة والكحة يجب أن يعزل الفرد نفسه مباشرة حتى لا ينشر العدوى للآخرين ثم يسأل النصيحة الطبية.

– التباعد المجتمعي في التعامل اليومي بين الناس على مسافة متر على الأقل أثناء الكلام تجنبا للعدوى ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

ثالثًا- التزام الناس بالحجر المنزلي وعدم خرقه كما تحدده السلطات الصحية.

رابعًا- عدم ترويج الشائعات والأخبار السلبية التي تحبط الناس وتجنب معرفة العلومات من غير الجهات الصحية المعتمدة حت لا نشيع روح اليأس بالمجتمع مما يمهد الطريق لغزو جيوش الفيروسات.

إن المرض ليس وصمة عار ويجب على من يشتبه في إصابته أن يسارع إلى إبلاغ الهيئات الصحية دون خوف حتى لا يضر بنفسه وبالآخرين.

خامسًا- نشر الأخبار الإيجابية وبث روح الأمل والدعم المجتمعي للمريض، كل ذلك يعزز جهاز المناعة في مواجهة المرض.

سادسًا- مطالبة الحكومات ومنظمات الصحة بتوفير وسائل التشخيص السريع وكافة طرق العلاج من أدوية ولوازم العناية المركزة وخاصة أجهزة التنفس الصناعي ودعوة الأغنياء للمشاركة في ذلك.

سابعًا- تقديم كل وسائل الدعم المعنوي والمادي للأطباء ومعاونيهم وتوفير البيئة المناسبة لعملهم حتى يقوموا بواجبهم على أحسن وجه.

ثامنًا- على الأطباء أن يتخذوا كافة الإجراءات الوقائية المعروفة علميًّا لحماية أنفسهم من العدوى أثناء التعامل مع المرضى.

تاسعًا- يومًا بعد يوم تزداد نسبة المتعافين من المرض، ويتمكن الأطباء والعلماء من معرفة وفك شفرة هذا الفيروس المستجد المجهول، ومع التزام الناس بالحجر والعزل المنزلي وزيادة منحني الوعي لديهم وتعاون كل شرائح المجتمع والبشرية جمعاء نستطيع بتوفيق الله وعونه أن نعبر الأزمة إلى بر الشفاء وشاطئ الأمان.

عاشرًا- هناك ٦ دول في مقدمتهم الصين منشأ المرض استطاعت السيطرة على المرض والبقية تأتي فلنعمل ونأمل.

إننا معشر الأطباء في كل مكان نضع كل إمكانياتنا وخبراتنا تحت أيدي أوطاننا والإنسانية جمعاء ونواصل الجهد ليلا ونهارا لخدمة الناس وعلاج المرض حتى يكتب الله الشفاء والنجاة من الوباء.

وستمضي الجائحة كما مضت سابقًا، وسيأتي الشفاء لاحقًا بإذن الله بالأخذ بالأسباب واليقين في الله والبشرى بقوله صلى الله عليه وسلم “ياعباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء”.

دمتم بخير وصحة وعافية وفي أمان الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور المتولي زكريا أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية.

نص كلمة د. المتولي زكريا عبدالباسط أستاذ أمراض الكبد الجهاز الهضمي والأمراض المعدية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أرحب بحضراتكم في هذا المؤتمر ونسأل الله تعالى أن يجعل فيه الخير لشعبنا وأمتنا وأن يبارك جهود المخلصين ويجمع هذه الأمة على كلمة سواء

الإخوة والأخوات:

أزمة وباء كورونا أزمة عالمية هائلة لا تفرق بين دولة قوية وأخرى ضعيفة وولا بين دولة ذات إمكانات وأخرى تفتقر إلى الإمكانات ، وهي كذلك لا تفرق بين حاكم ومحكوم ولا تفرق بين مؤيد ومعارض ، فالجميع تحت طائلة هذه الجائحة ، ولذلك فإن الأمر يحتاج إلى تكاتف الجهود وتكامل الأدوار ولا مجال إطلاقاً لجعل أى خلافات فكرية أو سياسية سبباً لإعاقة التصدى لهذه الجائحة.

كما يجب إعلاء قيمة الإنسان كإنسان كرمه الله أياً كان دينه أو جنسيته ومن أجل مصلحته تؤجل كل القضايا والصراعات

والإخوان المسلمون فى القلب من مجتمعهم كان لهم دائماً الدور المعروف فى المشاركة الفعالة فى كل ما ألمَّ بالشعب المصرى من أزمات والقاصى والدانى يشهد لهم بذلك وهم إذ يقدمون مايقدمون لايريدون جزاءً ولاشكوراً إلا مرضاة الله عز وجل.

وبالرغم من الوضع الصعب الذى يمر به الإخوان والذى يعلمه الجميع فإن الجماعة قررت تشكيل رابطة للأطباء المصريين بالخارج تكون تحت مظلتها الأنشطة المقترحة تحت شعار ( نحمل الخير لبلدنا وللجميع) ومن بين هذه الأنشطةالتي سيتم البدء فيها:

– عمل مواقع متخصصة لرفع كفاءة الأطباء تحتوى على المعلومات الصحيحة والتدريب على أعمال العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعى.

– فتح مجال الاستشارات الطبية عن بعد لجموع شعبنا وسوف يتم الإعلان من خلال المنافذ الإعلامية المتاحة أوقات تلقي هذه الأسئلة التي يجيب عنها أطباء مختصون ، ويتم ذلك عبر مواقع أو مجموعات واتس آب توفر هذه الاستشارات لعموم المواطنين وتقديم العون للناس فى أماكن إقامتهم ويناوب عليها مجموعات تغطى اليوم والليلة.

– عمل قنوات على اليوتيوب تضم نخبة من الأطباء المتخصصين لنشر المعلومة الصحيحة عن الوباء وعن الجديد فيه.

– عمل بوسترات تشرح تشرح طرق الوقاية من الإصابة وطرق التعامل بعد الإصابة لمنع المضاعفات

– تحفيز الأطقم الطبية للتطوع من خلال الجهات الرسمية.

– توسيع دائرة التعريف والإعلان عن الجهات الرسمية التي تحددها السلطات الطبية لتسهيل مهمة تواصل المواطنين معها.

– عمل مواقع للجمهور بتجميع الإرشادات الصحيحة المعتمدة وتقديمها للناس ورصد المعلومات الخاطئة والخادعة والشائعات غير العلمية وتحذير الناس منها.

– عمل مجموعات أو صفحات للتواصل مع عدد من العلماء الثقات لتوصيل المعلومة الصحيحة

– تقديم الدعم النفسي من خلال خطاب متوازن لكل شرائح المجتمع

– وضع تصور لكيفية تجاوز الآثار السلبية بعد انقضاء الوباء

وسنوافيكم بحول الله تعالى بأي جديد سائلين الله تعالى أن يتقبل هذه الجهود وأن يجعلها خالصة لوجهه وأن يبلغ شعبنا الكريم السلامة ويخرج من هذه المحنة أصلب عودا وأكثر تماسكا وأقوى على مواجهة مثل هذه الأحداث

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور رمضان خميس أستاذ التفسير وعلوم القرآن.

الأستاذ أحمد جاد نائب ببرلمان 2012 والرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري.

الدكتورة كامليا حلمي الباحثة والمتخصصة في قضايا الأسرة والمواثيق الدولية.

نص كلمة كاميليا حلمي محمد أحمد.. الباحثة في شئون الأسرة.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وبعد.

السيدات والسادة

•   في البداية أبعث بتحيةٍ إلى النساء العاملات في المجال الطبي “الطبيبات والممرضات والإداريات”، تقديرًا لجهودهن في مواجهة ڤيروس كورونا في مصر، وتحية إجلالٍ وتقديرٍ لكل امرأة مصرية تتحمل أعباء أسرتها وتقوم على حماية الأسرة داخل البيوت المصرية،

•   كما لا يفوتني أن أتقدم بخالص العزاء لكلِ زوجة وأم وإبنة فقدت عزيزًا لها نتيجة الإصابة بفيروس كورونا رحم الله جميع موتانا وتقبلهم في الشهداء.

•   المرأة أحد الركائز الأساسية في المجتمع؛ لما تملكه من دورٍ فعّالٍ في تنشئة أبنائه وتنميته في مختلف المجالات ، فمقولة أن “المرأة نصف المجتمع” لم تأتِ من فراغ؛ حيث يتعدى دورها القيام بالأعمال المنزلية الروتينية، فالمرأة أضفت لمستها الخاصة في ثقافة مجتمعٍ بأكمله، من خلال إنجازاتها المتميزة في مختلف المجالات التربوية والدعوية والطبية والأدبية والعلمية على حدٍّ سواء؛

•   فدور المرأة البارز في الحفاظ على الأسرة وفي النهوض بالمجتمع لا يُمكن تهميشه أو تجاهله،

•   فالمرأة المصرية تمثل صمام أمان لكل أسرة وهي ضمان استقرار المجتمع ، ودورها في الأزمات رئيسي وحيوي.

•   نوصي كل امرأة بضرورة التقرب إلى الله والتضرع إليه ليرفع عنا البلاء والوباء،

•   ونوصي الأسرة المصرية بالإكثار من الصدقة والصيام وغيرها من الطاعات والاستغفار والتوبة.

•   كما ننصح كل أسرة بالالتزام بالقرارات الإدارية بالبقاء في البيوت، والاستمرار في عدم إقامة الشعائر في المساجد، ومنع التجمعات حتى تنكشف الغمّة، كما نحذّر من نقل الشائعات ، وترويجها التي تضرّ بالصالح العام .

•   و أدعو كل امرأة وكل أسرة إلى عدم المبالغة في تَخزين السلع الغذائية والاكتفاء بالحاجات الضرورية.

•   أيتها المرأة الفاضلة اعملي مع أفراد أسرتك على التراحم والتعاون مع المجتمع وإظهار روح الإيثار والتضامن،والتَمسك بأخلاق الإسلام وقيمه في أوقات الأزمات والشدائد، وتنظيم وقت الأسرة واستثماره واغتنام الوقت في البرامج الثقافية والروحيّة والترويحيّة المفيدة، وفي صلة الأرحام والتغافر والتسامح والتواصل الدائم في حدود ما تسمح به الظروف من التواصل عبر وسائل الاتصال المختلفة،

•   نٌعلن أننا سنعمل على مساعدة المرأة خاصة ، والأسرة في تقديم الاستشارات التربوية والأسرية وسنوجه كل دعمٍ صحي ونفسي وإرشادي من خلال قناة يوتيوب سنعلن عنها لاحقًا في إطار هذه الأزمة، لنبقى على تواصلٍ مساندين لبعضنا البعض حتى يكشف الله عنا الغمة ويشفي مرضانا،

•   ولا شك أن قيام كل أسرة بالتكافل مع الأسر الفقيرة والمشاركة في مشروع الجسد الواحد الذي سنطلقه خلال الفترة القادمة، وهو مشروع سنساهم به في تخفيف الأعباء عن مجتمعنا وفي القيام بواجبنا المستحق تجاهه.

حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البيان الختامي لمؤتمر “التعاون المشترك فريضة” لمواجهة جائحة “كورونا”

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)

شعب مصر العظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها مصر والعالم أجمع في مواجهة وباء “كورونا ” الذي داهم البشرية على حين غرة، ومازال يحصد أرواحًا عزيزة علينا في داخل مصر وسائر دول العالم، مُهددًا بكارثة بشرية واسعة الأثر والامتداد؛ فإننا نقف اليوم لنؤكد أننا وما نملك فداءٌ لشعبنا العظيم ولوطننا الحبيب مصر.

إن ما نعانيه من حصار وملاحقات وتضييقيات لن يمنعنا من التحرك، لتقديم كل ما بوسعنا لوطننا ولشعبنا الصابر الأبيّ، في هذه المعركة المحتدمة، عملاً بقول الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم…)، معتبرين أن ذلك هو واجب وفريضة على كل مصري صادق في انتمائه لوطنه.

وإننا إذ ندعو الله عز وجل أن يُنجي مصر وشعبها وشعوب العالم أجمع من هذا الوباء المدمر، نعلن ما يلي:

1-   إن الأولوية الأولى لدينا الآن هي مواجهة هذا الوباء، من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب المصري، إنقاذاً لبلادنا وحفاظا على شعبها الأصيل.

2-   إن الشعب المصري بكل فئاته وتوجهاته ومؤسساته؛ من قوى سياسية ومؤسسات مدنية وجمعيات خيرية وهيئات إغاثية مدعوون جميعاً للمشاركة -كل حسب موقعه وإمكاناته- للتحرك بشكل رشيد، وعلى كل فرد في المجتمع المشاركة بأقصى طاقته في هذه المواجهة الوطنية الشاملة.

3-   على جميع أفراد المجتمع المصري الأخذ بكل الأسباب -كما أمرنا شرعنا الحنيف-، وعليه ندعو الكافة للالتزام بآراء أهل العلم والمختصين فيما يتعلق بإجراءات السلامة والوقاية من المرض، بالالتزام بالبقاء في البيوت والصلاة فيها، وتنفيذ كافة الاحتياطات الصحية، من إجراءات النظافة والتعقيم الدائمين، والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي المتعارف عليها عالميا.

4-   إن واجب الجميع اليوم، ومصر تواجه وباء شرس، وخطر محدق، هو العمل بكل جد وإخلاص على إنهاء أي مظهر من مظاهر حالة الانقسام المجتمعي (التي قد تعرقل تضافر الجهود) في مواجهة هذا الوباء، وعلى وسائل الإعلام وقادة الرأي والفكر القيام بدورهم في إذكاء الروح الوطنية المشتركة بخاصة في مثل هذا الظرف الاستثنائي.

5-   ندعو وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في نقل الحقائق، ونطالبها جميعًا بتعزيز المصلحة الوطنية، فلا مجال لترويج الشائعات، كما ندعو الجميع أن يحرص على الشفافية التامة والمكاشفة المستمرة مع الشعب بالحقائق، قطعًا للطريق على أية إشاعة، أو تأويلات في غير موضعها، فهذا هو الطريق الأصوب والأنسب والأقصر لمنع انتشار الشائعات وإبطالها.

6-   نظرا لكون السجون المكتظة التي تفتقد لأساسيات الرعاية الصحية تعد قنبلة موقوتة شديدة الخطورة على المحتجزين وعلى المجتمع كله، فإن إخراج المعتقلين والسجناء هو عامل مهم في مقاومة هذا الوباء، وهي خطوة قد اتخذتها العديد من دول العالم لضرورتها الصحية والإنسانية، خاصة مع تزايد معدلات انتشار هذا الوباء، وما لا يحتمل أي تأجيل هو إطلاق سراح أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن (حيث إنه من الثابت طبيا أنهم الفئات الأكثر تعرضا لمخاطر مضاعفات المرض).

7-   ندعو للمسارعة إلى تهيئة كل سبل الدعم المعنوي والمادي للطواقم الطبية، وتوفير كافة سبل الاحتياطات الطبية الضرورية للطواقم الطبية، مع ضرورة توفير الحماية الأمنية اللازمة لهم ليتمكنوا من تقديم الخدمة الصحية بسهولة ويسر، واعتبار الأطباء والممرضين والمسعفين الذين يفقدون حياتهم أثناء العمل في عداد الشهداء الذين يجب تكريمهم، ومعاملتهم معاملة الشهداء بتكريمهم بالأنواط الوطنية، وإطلاق أسمائهم على المستشفيات والشوارع.

8-   على الشركات الكبري الموجودة في مصر ورجال الأعمال الذين أعطتهم مصر الكثير القيام بدورهم الأخلاقي و الوطني بتقديم يد العون للطبقات الأكثر تضررا من تلك الجائحة، و على كل المقتدرين من الشعب واجب المسارعة بإخراج زكاتهم وصدقاتهم، لإغاثة المتضررين من الوباء وإجراءاته الاحترازية، والمساهمة في رعاية المهمشين وأصحاب الدخول المحدودة وعمال اليومية، فهؤلاء لا يليق بنا كأمة مصرية عظيمة ألا يجدوا من بني وطنهم من يعينهم على تخطي هذه المحنة والنازلة الكبيرة، وفي ذلك الإطار فإننا ندعم مبادرة الأزهر المتعلقة بـ “إعانة بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية”، و ندعو الشعب المصري للتعاطي معها بشكل إيجابي وعاجل.

وبعد …

هذه أيدينا ستظل ممدودةً بالخير، لأجل مصر وشعبها، ولأجل البشرية والإنسانية، نحمل رسالة سلامٍ وأمانٍ وتعاونٍ وإخاء دون تمييزٍ أو تفرقة، ونود أن نشير أن أعضاء اللجنة التي شكلتها الجماعة من الكفاءات المتخصصة والمهنية من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين وغيرهم، سيستمرون في القيام بدورهم وواجبهم في إعداد محتوى علمي منهجي برسائل التوعية الشعبية في كافة المجالات المحيطة بالجائحة، ونشر تعليمات مهنية متعلقة بكيفية مواجهتها ، وسيتم الاجتهاد، بقدر الاستطاعة، وبقدر ما هو متاح من أدوات، في أن تصل رسائل هذه اللجنة ومنتجها للشعب المصري كله، ولا يفوتنا أن نعلن أن كفاءات مصر من أطباء ومهنيين بالداخل والخارج سيكونون دوما في خدمة وطنهم وشعبهم.

نسأل الله – سبحانه وتعالى- أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء. إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.