يتحدث المراقبون، في ضوء الرأي العام الافتراضي، أن أغلب الصفحات تتحدث عن رعب وتخبط في غرفة الانقلاب المركزية، والتي يقود تحركاتها العقيد محمود السيسي، نائب رئيس جهاز المخابرات العامة، واتضح أن لهذه التحركات أبعادا متعددة، في محاولة لإجهاض ثورة تسقط الانقلاب بكل مؤسساته الفاسدة، وتحاكم الفاسدين ولا تسمح بهروب المجرمين خارج مصر، والسيطرة الكاملة على جميع مؤسسات الدولة الحيوية.
ويرى المراقبون أن المطاردين خارج البلاد أكثر طلبًا لها بل وربما دفعا للاستجابة لدعوة محمد علي التي تبناها نشطاء على التواصل، ومنهم عمرو واكد، وشادي سرور، إضافة للإسلاميين والقريبين منهم.
تتحدث المذيعة بقناة (وطن) دينا زكريا، المعبرة عن جماعة الإخوان المسلمين، عن إحساس الثورة وأجواء يناير 2011، فتكتب على هاشتاج “استناني يا سيسي”، “قسيس ورجل أعمال مقاول وفنان وضابط شرطة سابق وغيرهم انضم وهينضم بيفصحوا السيسي ورافضينه.. وأكيد مش لوحدهم وفيديو أخير بيؤكد ضرورة الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين بلا استثناء. عارفة إن التساؤلات كثيرة ويا ترى هيحصل ايه؟! تأكدوا في كل الأحوال أنّ للظالم نهاية حتمية مخزية لا شك فيها”.
قلق مشروع
ويؤكد المراقبون أن دعوة محمد علي للنزول يوم الجمعة، ولو لساعة واحدة، سبّبت قلقًا للبعض واستشعارًا بالاستعجال. يقول أحمد أبو شهاب، المنشد المعروف: “اللى مسبب قلق عندي هو إن الفنان محمد على فجأة صعّد من نبرته بعد 10 أيام من طرح فيديوهاته وطلب نزول الشعب للشارع.. والمفروض إنه يمهد ويشحن الشارع لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل كما حدث فى 25 يناير”.
ولكن أبو شهاب يتحدث في منشوره عن ثورة بالفعل، فيقول: “أى خطأ فى الحراك القادم أو عدم نزول الناس للشوارع، فمن المحتمل أن تزيد قبضة السيسي، ويبدأ فى إعدام القادة البارزين فى السجون من الإخوان المسلمين.. ولكن يجب أن ندعم الفنان محمد علي لأن الواقع واللعبة تجبرك على دعمه ضد الخونة”.
أبو شهاب عزز قلقه بما حدث في 11-11، أو ما عُرف بـ”ثورة الغلابة “، التي اعتبرها لعبة مخابراتية دبرتها المخابرات الحربية وسوّقت لها الأذرع الإعلامية.
وفي هذا السياق المخابراتي يضم أبو شهاب إلى دوافع قلقه معلومات وصفها بالخطيرة من الناشط السيناوي مسعد أبو فجر، أحد شركاء 30 يونيو السابقين، عندما تحدث عن تجارة البودرة التي يجنيها محمود بن السيسي؛ لتدمير غزة وبمساعدة داعش.
ويقول “لفت نظري صمته كل هذه السنين.. لماذا لم يسافر للخارج ويعلن هذا الكلام؟.. أم أخذ ضوءا أخضر من جهة ليتحدث بها فى هذا التوقيت ليعلو سقف التوقعات. ويضيف لقلقه أن الكثيرين غير مدركين من هم الذين سينزلون الشوارع والمعارضة ما زالت مختلفة، ولا يوجد أي خارطة طريق تجمعهم، مستدركا “أنت مجبر أن تشارك في أي حراك ضد الانقلاب حتى لا يقال عليك كما حدث من قبل (باعونا فى محمد محمود)”.
ارتباك وترتيب
واعتبر الناشط والقيادي السياسي م. محمود فتحي بتيار الأمة، أحد المطاردين في إسطنبول، أن دعوات الجمعة بدون تنسيق خطأ كبير، وعلى سبيل التلميح يعتبر أن تيارًا في الجيش وراء دعوات المقاول محمد علي، فيقول: “والحل الدمج بين حملة #اطمن ودعوات محمد علي مع جمع المخلصين.. لنبدأ فعاليات بسيطة الجمعة وتصل الذروة #6أكتوبر يوم عيد الجيش، لعلهم يخلصون الشعب من عصابة السيسي”.
وأضاف “كنا في تيار الأمة من أوائل من دعم تسريبات محمد علي، لكنه انتقل فجأة إلى الحراك الثوري بدون أن يكمل مسار التسريبات، وبدون ترتيب مع الأطراف المختلفة”. وأشار إلى أن دعم الحراك لا مفر منه، سواء كان وراء محمد علي من يحركه أو يتصرف بعشوائية، واستدرك بنفسه التحرك بدعوات وصفها بـ”العشوائية والعاطفية”. وتابع: “تخطيط وتنظيم له خطة ولجان عمل وشورى، ويعمل التنظيم الثوري من خلال 3 مسارات في نفس الوقت، وهي التطمين للشعب والتنظيم للثوار والتفكيك للنظام”. معتبرا أن التنسيق والتعاون وأن يجمعوا معهم المخلصين، لتصبح الدعوة جماعية خلف اصطفاف وطني واسع.
وحذر من النزول دون تجهيز، وأنه سيسبب إحباطًا كبيرًا إن لم يستجب الشارع له، ودعا إلى استبدال فعالية الجمعة بفعالية بسيطة من فعاليات اطمن و#العصيان_المدني، وهي سحب الأموال من البنوك وكتابة شعارات الثورة على الأموال والحوائط، أو إطفاء الأنوار في البيوت يومًا في الأسبوع.
المخرج الآمن
المتابعون للمشهد يرون أن مصر اليوم أمام منعطف تاريخي، فوصلوا إلى ترتيبات مع بعد الثورة أو الاحتكاك بين قوتين في الجيش، إحداهما من المستفيدين والأخرى تمثل الرجل الرشيد الذي طالب به الدكتور عصام العريان في مقال نشر في 2018، لعربي بوست.
الدكتور أحمد رامي الحوفي، في تصوره للمشهد المصري كتب تحت عنوان “المخرج الأمن للجميع”، “مصر كلها مأزومة بكل مؤسساتها وكل البشر فيها. يناير كأى ثورة فى التاريخ كان أمامها سيناريوهات عدة جرفها السيسى لمصير المعركة الصفربة مع النظام القديم، ولا بقاء لأي من الطرفين إلا على أشلاء الطرف الآخر، فوضعنا أمام خيارين إما الفناء أو الانتصار.. هذا كان سيناريو الثورة الفرنسية وهو السيناريو الأعلى كلفة بين السيناريوهات المحتملة للثورات”.
واعتبر “الحوفي” أننا في أجواء شبيهة قائلا: “نحن الآن أمام منعطف دقيق فى تاريخ الوطن لن يستمر متاحا لفترة طويلة”. وأضاف “الآن يمكننا الانتقال لمسار آخر شبيه بمسار الثورة الإنجليزية ضد الحكم الملكى الإقطاعي، فحين أدرك طرفا الصراع أنه ليس بإمكان أحدهما القضاء المطلق على الآخر توافقا على صيغة تعايش (عقد اجتماعي جديد) يرسم أسسا جديدة للعلاقة بين مؤسسات الدولة.. أبقى هذا السيناريو العائلة المالكة دون أن تحكم”.