إثيوبيا على أعتاب الملء الثالث والمنقلب وحكومته لا يمّلون تصريحات الهواء الطلق

تماما كما الرصاص الفشنك، تتعامل حكومة الانقلاب وزعيمها عبدالفتاح السيسي مع ملف سد النهضة، الذي يلمح اليوم إلى أن فكرة سد النهضة مشروع غير مدروس، فما زال عالقا في ذهنه جريمته بالتوقيع على بياض ورقة “اتفاق المبادئ 2015” في مارس بالخرطوم، قبل معرفة بنود الاتفاق فعليا، واليوم يعبر أمام الرئيس الألباني ، أن قضية مياه النيل مصيرية، ويصرح وزير الري بحكومة الانقلاب د.محمد عبدالعاطي في حوار تلفزيوني مساء السبت 23 أكتوبر تصريحا مزدوجا “لم نسمح أن تقل مياه النيل كوبا واحدا، والحصول على نقطة المياه سيكون بجهد”.
وأضاف إليه تصريحين آخرين على نفس المنوال “جاهزون للمفاوضات ، ونتمنى ألا ينهار سد النهضة الإثيوبي”.
التصريحات لا تلائم الواقع الأثيوبي الذي احتجز فعليا مياه فيضان الصيف وأنهى الملء الثاني، ويستعد بحسب تقارير دولية للملء الثالث التقارير تحذر من أنه لو امتلأ سد النهضة “ثالثا” فالعطش سيكون في مصر فقط، أما لو انهار السد فالغرق سيحدث للسودان فقط.
https://twitter.com/Chico51976142/status/1452075959578923016
الأمل في إثيوبيا
أمل السيسي وحكومته في الحكومة الإثيوبية- المتصلة بالصهاينة- لا ينقطع وهو ما عاب عليه المراقبون المحايدون وغير المحايدين بل القريبين من الانقلاب والبعيدين عن تأييده.
فوزير الري السابق محمد نصر علام أبدى تعجبا من ردود الفعل في مصر إزاء تطورات سد النهضة، ورد الفعل المصري الصامت على العنجهية الأثيوبية التي ترى أن السد اكتمل والملء الثالث على الأبواب، وأن الحكومة الأثيوبية وجدت فيه حلا لأزماتها الداخلية والخارجية.
د.محمد عبدالعاطي وزير ري الانقلاب أفصح ضمن حواره، أن معلوماته تجاه السد معدومة وهو ما يعد فشلا أمنيا مخابراتيا بالأساس، عندما تحدث عن أن انهيار السد وارد، وقال في تصريحات لقناة “TEN” المخابراتية، إنه لم يُبلّغ الجانب الإثيوبي بمسألة تلك الدراسة التي شارك فيها حول السد، قائلا “الدراسة موجودة ويمكن أن يردوا عليها ويقولوا لن يحدث هبوطا مستقبلا”.
وردا على سؤال بشأن تداعيات انهيار السد، قال “سيكون مشكلة كبيرة نتمنى ألا تحدث”.
واعتبر أن موقف القاهرة هو المستعد دوما للعودة إلى مفاوضات جادة حول أزمة السد مع إثيوبيا، قائلا إن “المفاوضات تنجح عندما تكون هناك إرادة متبادلة”.
وحول مستقبل المفاوضات الفترة المقبلة، قال الوزير المصري “لدينا إرادة سياسية وجاهزون للتفاوض بآليات تشمل مدة تفاوض محددة ومشاركة مراقبين دوليين”.
https://twitter.com/1FG3SXQM018Gz01/status/1452064151648485385

تجهيزات الملء
واستعرض أستاذ هندسة السدود محمد حافظ سير العمل للبدء بالملء الثالث عبر فيسبوك، ونقل صورا حديثة لتطور البناء بالكتلة الشرقية لسد النهضة.
وأضاف: “كالعادة تهتم إثيوبيا بتطوير البناء بالكتلة الشرقية لسد عن النهضة عن أختها الغربية، في إشارة واضحة بأنها تنوي تشغيل التروبينات الخمس العلوية بالكتلة الشرقية بعد الملء الثالث”.
وأوضح أن صورة البحيرة تُظهر انحسار تدفقات النيل الأزرق ربما لأقل من 400 مليون متر مكعب يوميا ومع بطء حركة المياه، بدأ تظهر الطحالب الخضراء والتي ظهرت في بداية الفيضان بعد الملء الثاني.
هذه الطحالب كانت السبب الأساسي في تلوث مياه بحر ميامي شهر أغسطس الماضي نتيجة إهدار مياه الفيضان عبر قناطر إدفينا وقناطر النوبارية.
وكشف أن مشكلة مصر والسودان مع سد النهضة ليست في الواقع بشأن الطمي ،بحسب تعود البلدان عليه، ولكن المشكلة البيئة الجديدة هو نقل الكثير من الكائنات الدقيقة التي تسكن قاع بحيرة سد النهضة، والتي غمرتها مياه التخزين فطفت على السطح وانتقلت إلى السودان عابرة، ولكنها استقرت في بحيرة ناصر اليوم أو انتقلت إلى داخل مصر نتيجة فتح بوابات الطوارئ بالسد العالي.
توربينات السد
أكد الباحث المصري في شؤون مياه النيل الصحفي هاني إبراهيم أن تشغيل أول توربينيين للسد الإثيوبي المعروف باسم سد النهضة، سوف يستغرق ما بين 3 إلى 5 أسابيع وعزا ذلك إلى كميات الطمي الضخمة والغطاء النباتي الزاحف إلى السد من بحيرته.
وعن احتمالات تشغيل أول توربين منخفض بالسد الكارثي قال عبر @hanyibrahim17 “في حالة اكتمال كل الأعمال بالسد لن تكون قبل منتصف نوفمبر ، حاليا بحيرة السد الكارثي شهدت ترسيبا لكميات من الطمي لكن اتضح وجود كميات كبيرة من الغطاء النباتي من المحتمل بشدة أن تشكل عائقا أمام اختبارات أول توربين منخفض “.
وأضاف “وعندما تنتهي سوف يكون الطمي تمدد مرة أخرى في بحيرة السد بالقرب من الممر الأوسط حيث تلاحظ أن ارتداد البحيرة خلال عملية الملء، تسبب في رفع الترسيب في نهايات البحيرة، ومع تراجع ذروة الفيضان بدأت تلك الترسبات في التمدد شمالا في اتجاه السد والممر الأوسط بما يعني أنها سوف تشكل عائقا أيضا في تجارب تشغيل أول توربين ورحلة الطمي سوف تستغرق على الأقل من 3 أسابيع إلى 5 أسابيع”.
وعن خلل في الخطط الإثيوبية قال إبراهيم “إذا كانت إثيوبيا في بادىء الأمر قالت سوف توفر تنظيم التدفق والكهرباء للمصب فإن المعلوم أن أكبر احتياجات مائية وكهربية لمصر والسودان تكون خلال يونيو ويوليو وأغسطس وهو وقت حجز المياه وتوقف توربينات السد الكارثي”.
https://twitter.com/hanyibrahim17/status/1452060583067541509
غير أن ناشطا إثيوبيا يحمل اسم “الإثيوبي ” @etipiawi أجابه “أنتم تدورون في حلقة مُفرغة، سد السرج والسد الرئيسي سيكتمل وهذا واقع عليكم تقبله وأنا أنصحك بالعمل على إيجاد اسم معادٍ للسدود القادمة على غرار تسميتك لسد النهضة بالكارثي حتى يسهل علينا فهم أي السدود تقصد، أما نحن فماضون”.
الملء الثالث
ونشر موقع “الموينتور” تقريرا سلط خلاله الضوء على استعدادات إثيوبيا لعملية الملء الثالث لسد النهضة، في ظل توقف تام للمفاوضات بين سلطة الانقلاب في مصر والسودان وإثيوبيا بشأن السد.
وقال التقرير إنه “مع استمرار توقف المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي الكبير، بدأت إثيوبيا في الإعداد لملء المرحلة الثالثة من سدها الكهرومائي الضخم على النيل الأزرق ، الرافد الرئيسي لنهر النيل”.
ويتوقع أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، أن تبدأ إثيوبيا أعمالها الهندسية في نوفمبر المقبل، استعدادا للملء الثالث لمستودع السد خلال موسم الأمطار المقبل.
وأوضح أن جزءا من سد النهضة سيتم تجفيفه أولا، وأضاف أنه بعد ذلك، سيتم وضع جدار خرساني في فبراير لرفع جسم السد بمقدار 20 مترا إضافيا، بحيث يصل إلى 595 مترا بشكل عام.
وأوضح شراقي لمونيتور أن إثيوبيا تسعى لتخزين 10.5 مليار متر مكعب من المياه، في إطار خطتها للوصول إلى 18.5 مليار متر مكعب بنهاية موسم الأمطار المقبل، وسيتم إضافة 10 مليارات متر مكعب إضافية سنويا في السنوات المقبلة إلى أن يتم الوصول إلى الرقم المستهدف وهو 74 مليار متر مكعب، وتجري عملية الملء خلال موسم الأمطار الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر من كل عام.